المحرمي يذل معين عبد الملك ويحقره
تناولت مواقع التواصل الاجتماعي الحادثة التي تعرض لها رئيس الحكومة معين عبد الملك من قبل عضو مجلس القيادة الرئاسي عبد الرحمن المحرمي وكان أغلب العناوين يتحدث عن الإذلال الذي تعرض له رئيس الحكومة وإهانة سلطته .
هذا الحدث حمل دلالة سياسية بالغة الخطورة ، حتى وإن لم يكن حدثا مزلزلا ، إلا أنه يأتي من قبل عضو في مجلس القيادة الرئاسي وهو هنا يمثل الرئيس ، فعلى ما يبدو أن رئيس المجلس له يد في الموضوع وإلا لأحال المحرمي إلى التحقيق ، فرئيس المجلس كما يقول البعض أنه أصبح متوجسا من رئيس الحكومة الذي انخرط في الفترة الماضية في مناورات الحياة السياسية لحماية موقعه وأصبح على مقربة من كل الأطراف وتحديدا التحالف بدون ما يمر عن طريقه .
أيا كان الأمر ، فإن ما جرى يعد دليلا إضافيا على الحضيض غير المسبوق الذي وصلت إليه حكومة معين ، فقد سبق وأن وجه له مدير مكتب رئاسة الجمهورية للشؤون الاقتصادية ورجل الأعمال أحمد العيسي اتهامات بالفساد وخيانة الأمانة والخيانة العظمى واليوم يعتدي عليه عضو مجلس الرئاسة ، وهو يبتلع كل تلك الإهانات في سبيل البقاء في المنصب .
ولو أن معين تمسك بقيم الدولة والقانون والعدالة ، لما كانت حكومته اليوم بهذه الرثاثة ، وهو اليوم يخذل من أقرب الناس إليه ، لأنه خذل الدولة والمؤسسات والقانون ، وبدلا من أن يترك صورة الشاب النزيه والشجاع ، ترك صورة الفاسد والسارق والمجرم ، فلم يلبث أن أنفض عليه السراق والفاسدون والمجرمون ، فوجد نفسه وحيدا في مواجهتهم ، حتى آل جابر قال له ، إني بريئ منك إني أخاف أن يفتضح أمري .
ولأن معين تعود على قلة الكرامة وعلى الإذلال ، وإلا لكان قدم استقالته ، أو على الأقل هدد بالاستقالة ، لكنه بلا قيمة ، وأنا في حقيقة الأمر منزعج من ازدرائه بهذه الطريقة ، فالمحرمي وجه له إهانة إضافية استمرارا لسلسلة طويلة من الإهانات ولم يقف إلى جانبه أحد من الذين يدعمونه ، لأن فساده فاحت روائحه وبنفس الوقت سلوكه السياسي بلغ مرحلة تقلص المردود ولم يعد يقنع أحدا سوى أولئك الذين أصيبوا بأقصى درجات العمى السياسي واعتقادهم بأنه أقل شبهة من السياسيين الآخرين .