منبر حر لكل اليمنيين

خالد اليماني.. من وزير فاشل إلى شاهد زور

28

عقب توقيع اتفاق ستوكهولم المشؤوم في ديسمبر 2018، كنا نظن أن المدعو خالد اليماني سيتوارى عن المشهد تماماً ويدفن نفسه في الرمال، أو ينفي نفسه إلى أي جزيرة من جزر الكناري حتى الموت، بعد الطعنة التي وجهها إلى ظهر الوطن، لكن ولأنه يملك وجهاً لا يخجل، أبى إلاّ أن يظهر من جديد لكن بدرجة شاهد زور ومزيف للتاريخ.

نعم.. لو لم تكن له من وصمة عار سوى توقيعه اتفاق ستوكهولم لكفته وظلت في جبينه أبد الدهر، فتلك الجريمة هي السبب الرئيس فيما يجري الآن بعد أن كان الحوثيون قاب قوسين أو أدنى من السقوط، حينما أنقذهم بسرعة التوقيع على ذلك الاتفاق.

هكذا ضعفاء النفوس، مسلوبو الإرادة والقرار حينما يتجردون من القيم، ويتنكرون لقياداتهم وأوطانهم، ويتحولون إلى شهود زور، مستغلين صفة المناصب التي تولّونها على حين غفلة من الزمن، ليُروجوا لأكاذيب طلبها منهم أولياء نعمتهم.

خالد اليماني الذي عجز وفشل في إدارة وزارة لم يستطع الاستمرار فيها سوى عام واحد، وبدلاً من أن يواري سوأته، يتطاول وبكل وقاحة على زعيم تاريخي حكم اليمن 34 عاماً شهدت البلاد في عهده أعظم المنجزات التاريخية والتنموية.

لا أدري كيف وقع القائمون على صحيفة الإندبندنت في هذا الفخ وسمحوا لمقالة كلها زيف وكذب وافتراء بالنشر، وفي كل الأحوال وسواءً كان بعلمهم أو بدون فهي نقطة سوداء على الصحيفة والقائمين عليها، خاصةً وهم يعلمون من عدوهم الحقيقي!!.

نعود ونقول لهذا التائه، الجميع يعلم أن الرئيس علي عبدالله صالح وصل إلى كرسي السلطة عبر انتخابه من قبل مجلس الشعب التأسيسي في الـ 17 من يوليو 1978 م وليس كما تشهد زوراً وبهتاناً، ولم يرفض التصويت سوى عضو واحد، أما من قاموا بمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 أكتوبر 1978 فقد تمّت محاكمتهم محاكمةً علنيةً أمام شاشات التلفزيون واعترفوا بجرمهم، وأصدر عفواً عن السواد الأعظم منهم بل وتقلدوا أرفع المناصب في الدولة.

أنت تعلم يا شاهد الزور أن اليمن لم تشهد استقراراً كُليّاً سوى في عهد علي عبد الله صالح الذي جمع كل الأحزاب والقوى السياسية تحت مظلة المؤتمر الشعبي العام في الـ 24 من أغسطس 1982, بعد أن كانوا متصارعين متناحرين، وأن التنمية قد وصلت إلى كل قرية وسهل وجبل من جبال اليمن، بعد أن ظلت محرومة لقرون من الزمن.

أنت تعلم أيضاً يا شاهد الزور أن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، تمّت بين حزبين عريقين هما المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني، وأنها جاءت بعد أكثر من سبعين اجتماعا ولقاءً منذ اتفاق طرابلس عام 1972 حتى إعلانها في الـ 22 من مايو المجيد عام 1990 كان للمؤتمر الشعبي العام منها 59 لقاءً مع قيادات الحزب الاشتراكي اليمني في القاهرة والكويت وقعطبة وعدن وتعز وصنعاء وغيرها، وليست بالصورة أو السهولة التي تحدثتَ عنها، وكل شيءٍ موثق بالصوت والصورة.

وحينما تكذب أنه كان يريد الجنوب وليس الجنوبيين، فأهلنا في المحافظات الجنوبية والشرقية يعرفون كيف كانت التنمية في محافظاتهم قبل عام 1990 وكيف أصبحت بعده، وهذا واجب الرئيس والدولة وليس مناً عليهم.

أنت وغيرك تعلمون أن الرئيس علي عبدالله صالح لم يكن دموياً على الإطلاق وأن الاغتيالات التي تحدثتَ عنها كانت نتيجة صراعات وتصفية حسابات بين الرفاق أنفسهم وبينهم وأعدائهم التاريخيين، وأتحداك أن تُثبت واقعةً واحدة تورط فيها الرئيس الصالح.

أنت تُدرك يقيناً أن الرئيس علي عبدالله صالح من أكثر الرؤساء في المنطقة والوطن العربي الذي حارب الإرهاب بكل أشكاله وصوره، وقدمت الدولة والجيش خيرة الرجال لحماية الشعب والوطن من هذا الخطر الداهم، وأن من يجعل من هذه التنظيمات الإرهابية فزّاعة هم أولياء نعمتك.

وتعلم أيضاً أيها الدّعي أن علي عبدالله صالح، لم يجعل من الحوثيين فزّاعة لابتزاز السعودية، بل حذّر من هذا الخطر مُبكراً لأنه يعلم ما يُخطط له الإماميون الجدد، وها هي الأيام تثبت صحة رؤيته، وها هم الحوثيون يشكلون خطراً على المنطقة والإقليم بفكرهم الضال وعنصريتهم وطائفيتهم، لكن الحقد الذي يغتلي بداخلك والعمالة التي تسكن أعماقك قد أعمت صوابك وجعلتك تتخبط كالذي يتخبطه الشيطان من المس.

أما آخر افتراءاتك فأن علي عبدالله صالح سلم الدولة وهي بنفس مستوى الفقر والهشاشة التي تسلمها، فتعلم أيها العائش في البُرج العاجي أنه سلم السلطة وفي البنك المركزي اليمني خمسة مليارات دولار، وسلم بلداً بنى فيه أكثر من 18 ألف مدرسة و11 جامعة حكومية و 108 معاهد مهنية وتقنية و 13 ألف منشأة صحية و 18 ألف كيلو متر من الطرق الإسفلتية وآلاف المشاريع الأخرى.

ولا تنس أنه سلم هذه الدولة عام 2012 لك ولأمثالك من الفاشلين الذين لا يُجيدون غير الصراخ والعويل، ولا يعيشون إلاّ في مستنقع العمالة والارتزاق.

تعليقات