منبر حر لكل اليمنيين

الحوثيون يستدعون الماضي والشرعية استدعت المناطقية

11

استدعى الحوثيون الماضي بأبشع صوره وهو ماض يخص الصراع بين جناح الهاشميين والأمويين من قريش ، لكنهم حشروا اليمن واليمنيين في صراع لا علاقة لهم به لا ثقافيا ولا تاريخيا ، نحن أمام جماعة قدمت من خارج التاريخ اليمني استهدفت النسيج الاجتماعي ووقفت ضد سيرورة التاريخ اليمني ، لقد ساعدتهم الأحزاب والقوى السياسية على التمدد والانتشار اعتقادا منها أنها تضرب بها خصومها ولم تدرك أنها كانت تضرب النظام الجمهوري والمواطنة المتساوية ، مما جعل قيادات هذه الأحزاب جميعها تعيش في الخارج .

ما يلفت الانتباه أن هذه الأحزاب والقوى السياسية بالرغم من إدراكها للخطأ الذي وقعت فيه إلا أنها مازالت تمارس سكوتها على تدويل القضية اليمنية وعلى التدخل في شئون اليمن ، وما زالت القوى الجمهورية تمارس نفس الخصومات وأصبحت أشبه بذلك الذي يمص دم أصابعه متلذذا ، تنتقم من نفسها ومن مستقبلها .

ولست بحاجة للقول إن أصحاب الستين تساووا مع أصحاب السبعين وأصبحوا جميعا مشردين في الخارج ولم يعد هناك مكان لا للذين كانوا في النظام أو كانوا في المعارضة ، فجميعهم مشتتين خارج البلد تاركين الحوثيين يتحكمون بمقاليد الأمور يقودون المجتمع إلى صراعات مستمرة ويعملون على تمزيق البلد والمجتمع تنفيذا لأجندة خارجية .

على الطرف الآخر كانت القوى المعارضة للحوثيين تتجمع تحت لافتة الشرعية ولم تستطع هذه القوى لملمة نفسها وإثبات وجودها في المواجهة المفتوحة مع الحوثي بسبب إصرارها على التشتت والانقسام وعدم وجود قاسم مشترك بينها فتم استخدامهم من قبل السعودية والإمارات للاستفادة منهم تكتيكيا من دون دعم حقيقي واقتصارهم على الجانب النخبوي الذي تمرغ بالفساد المالي والإداري .

قيادات الأحزاب المتفردة بالقرار جعلت الشرعية لقمة سائغة للتحالف وغياب الأصوات المعارضة أو تغيبها أدى إلى سقوط الشرعية كقوى عابرة للمناطق والطوائف عام ٢٠١٩، وتحولت إلى مليشيات مناطقية ، نتج ذلك بسبب الممارسات الإقصائية من قبل قيادات الشرعية التي لم تقدم مشروعا واحدا للعبور الجدي إلى الدولة واكتفت بمداراة المشاريع المناطقية وتقاسمها معها السلطة وتماهت مع التحالف حد العمى ، وبدلا من أن تقدم جديدا يسهم في العبور إلى الدولة أسهمت في العبور إلى دولة المليشيات .

خلال هذه الفترة كان التيار المختلف مع الشرعية ومع الحوثي خياره الدولة والعودة إليها وبناء وطن يتسع فيه الجميع ، وأعتقد أنه اليوم بات الخيار الأمثل لإنقاذ اليمن وإنقاذ حتى أولئك الذين تلوثت أيديهم بدم اليمنيين والذين ارتبطوا بالخارج وقادوا مشاريع خاسرة ، فهذا التيار آن له أن يعلن عن نفسه ليستعيد لليمن واليمنيين كرامتهم وحقهم في الحياة .

تعليقات