منبر حر لكل اليمنيين

القوات الأمريكية في باب المندب فماذا سيفعل الحوثيون ؟

30

بمجيئ القوات الأمريكية إلى سقطرى ولا المندب ، أصبحت فرصة الحوثي مواتية لقطع أيادي أمريكا العسكرية وتحقيق شعار ” الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ” ، الذي اعتاد الحوثيون على رفعه عقب كل صلاة وكل خطاب ورسموه على البنادق والحوائط والجدران ، التواجد الأمريكي سيعجل بسقوط العداء المفتعل بين الطرفين وسيكشف التواطؤ بينهما .

بالرغم من شعار الموت لأمريكا ، ضرب الإدارة الأمريكية أسمى الطرق الدبلوماسية وأروعها في تعاملها مع الحوثيين وبررت هذه الإدارة شعار الموت لأمريكا ، بأنه يأتي تحت لافتة الحريات ، بينما اعتبره بعض الحوثيين شعارا رمزيا ولا يقصد به القتل المادي .

كانت أمريكا أحدى الدول الدائمة العضوية التي صوتت على قرار يصف الحوثيين بأنهم جماعة تهدد الأمن والسلم الدوليين ، لكنها سرعان ما عينت مبعوثها إلى اليمن ليلتقي بهذه الجماعة ، وقبل ذلك كانت سفارتها أشبه بحصان طروادة الذي حمل بداخله الحوثيين ليسيطروا على العاصمة صنعاء إلى يومنا هذا وبعد ذلك منعت سقوط الحديدة وأنقذت الحوثيين باتفاق ستوكهولم .

شعار الموت لأمريكا ، لم يكن سوى شعار كاذب حقق من خلاله الحوثي وأمريكا الحرب رسميا على اليمن ، فلم يحقق الشعار على أرض الواقع سوى موت اليمنيين وتدمير بلادهم ومصادرة الدولة ونهب المرتبات وغياب الأمن وإغلاق الطرق بين المدن ومهاجمة المحافظات اليمنية تحت شعار مواجهة السعودية وأمريكا .

الحوثي قتل اليمنيين واعتدى عليهم وأخذهم إلى مجاهل التاريخ والتخلف وأراد أن يعود بهم قرونا إلى الوراء وجعل اليمن ساحة يسرح فيها الجاهل والمجرم والمستبد ، والذين يرفعون شعار الموت لأمريكا ، هم الذين يموتون ، فقد بلغت أعداد القتلى من اليمنيين ما يقارب نصف مليون ، وضعفهم من الجرحى ولم يمت أمريكي واحد ولن يموت .

أمريكا تقف إلى جانب عصابة إرهابية تريد إقامة دولة إسلامية على طريقتها ، تضاهي تنظيم داعش في الوحشية ، وهي تساعدها في سرقات المساعدات الإنسانية وتحويلها إلى الموالين لها بدلا من الأشخاص الذين يحتاجون إليها ، كما أن أمريكا لم تتوقف عن التواصل الدبلوماسي مع هذه العصابة وسعت بكل السبل إلى إضفاء الشرعية عليها وساعدتها على ترسيخ قوتها ، وإذا استمرت الإدارة الأمريكية في ذلك فإنها ستخسر مصالحها المستقبلية في اليمن ، لأن شعبنا لن يترك هذه العصابة تتحكم به وبمستقبله إلى مالا نهاية .

تعليقات