مجتمع (ميم) بطريقة الحوثيين
منذ فترة طويلة، يفعل الحوثيون لإظهار هوسهم بالعزل، فلم يكتفوا بعزل اليمن عن العالم الخارجي فقط، بل قرروا أيضًا عزل النساء عن الرجال! هل يعقل أن يكونوا محاربين حقيقيين أم أنهم فقط مجاميع يتسيدهم الهوس الجنسي وفرج المرأة وكاعبها وكاحلها وصوتها وكل هذه الاسلحة النووية التي يرون فيها عدوا لوجودهم على صحن الحكم وحقهم الالهي فيه.
تبدأ مغامرات الحوثيين في عزل النساء بإصدار تعليمات غريبة ومضحكة لكافة النساء في المناطق التي يسيطرون عليها. فمن المألوف أن تقوم الحكومات بإصدار قوانين وتشريعات لحماية المرأة وتعزيز حقوقها، ولكن الحوثيين قرروا أن يكونوا مختلفين! لقد أمروا النساء بعدم المشاركة في أي نشاط عام أو خاص مع الرجال وعدم اللقاء معهم سواء في مطعم او مقهى او جامعة ومدرسة او مقبرة حتى، وأن يعشن في عالم منعزل عن العالم الخاص بالرجال . فماذا يعتقدون؟. طبعاٍ .. النساء قابلات للتلوث والرجال هم الوحيدون الذين يستطيعون الوقوف في وجه العواصف الرملية؟!
في الواقع هناك مصيبة ستحل.. اذا لم يختلط الرجال مع النساء وتعود الحياة طبيعتها كما خلقها الله سيتجه المجتمع لا اراديا الى مجتمع (الميم) حيث سيكون الرجال مع الرجال والنساء مع النساء! وغير مسموح بعبور واحد من طابور الى آخر ، وهي نفس الفكرة التي يقنن الغرب لتأسيسها وتشييعها ونشرها ، أن يكون الرجال للرجال والنساء للنساء بصرف النظر عن النوايا.
لكن لا تقلقوا، فالحوثيين وجدوا طرقًا إبداعية للتعامل مع النساء المعزولات. قد يتخيل البعض أنهم يجرون استفتاءً للنساء حول موافقتهن على العزل، ولكن لا، هم يتبعون طريقة أكثر تقدمًا! يتم توظيف فرق من الرجال، يطلق عليهم “المتخصصون في العزل” ويقومون بتنفيذ المهمة ببراعة. فهم يقومون ببناء جدران عالية في كل مكان لمنع النساء من الاقتراب من الرجال، وإذا تجاوزت أي امرأة هذه الجدران، فإنها تواجه عقوبة صارمة ومضحكة في آن واحد، وهي زن يقوم بجلدها رجل وأمام مجموعة من الرجال ، واياكم أن تحسبوا هذا اختلاطاً ، فالاختلاط المحظور هو مايقوم على الحب والحرية .
وبالطبع، لا يمكن للحوثيين أن يتركوا النساء بدون مراقبة. لذلك، سيقومون بتعيين أفرادٍ من الرجال للعمل كحراس شخصيين لكل امرأة. إنهم يتابعونهن في كل مكان وفي كل وقت، حتى عندما تذهب إحدى النساء للتبول، يجب على الحارس الشخصي الوقوف بجوارها للتأكد من أنها لا تفعل أي شيء غريب! إنها حقاً مغامرة لا تُنسى، لا يمكن لأي امرأة أن تكون وحيدة للحظة واحدة في هذا العزل الساخر.
لقد حول هذه الجماعة الكارثية الواقع إلى مشهد كوميدي ساخر. فهم يقولون أنهم يحمون النساء من العالم الخارجي، ولكن في الواقع يحمون أنفسهم ويعبرون بهذا الاسقاط عن ضعفهم في مواجهة العالم .. انهم يعيشون في عالم منعزل عن الواقعية والمنطق. هل يمكننا أن نتخيل برنامجًا تلفزيونيًا يعرض حياة النساء المعزولات وتحدياتهن اليومية؟ ربما يكون لدينا هنا مادة ساخرة غنية ومضحكة تستحق المشاهدة! فلنكن شاهدين على مغامرات الحوثيين في عزل النساء