“خصام في الاعلام”
ما هو الاعلام ان لم يكن متنوع وفيه كل الوان الطيف، نبحث عن حوار ليل نهار يوصلنا الى حلٍ مع العدو الاول والاخير لليمنيين (الحوثي) وننكر على الاعلام استضافة اصوات مختلفة معنا ونجد انها طامةً كبرى ونخرج ابشع ما لدينا من نقد جارح وبلا مسؤولية احياناً.
ليس هناك ما هو اشد خلافاً مع الحوثي وجماعات التطرف والمغالاة، نبحث عن شماعات للهروب من الحقيقة التي عجزنا عن مواجهتها بخذلان انفسنا واهلنا في الداخل ونجلد ذاتنا اكثر من جلادينا، دعوا الاعلام يفعل ما عجز الساسةُ عن فعله لسنوات في فهم متناقضات الجميع، وما الضير في ذلك وما الفعل العظيم الذي ارتكبته قناة اليمن اليوم في استضافة معارضين ومختلفين ومتفقين وحتى من يراهم البعض منافقين او سفهاء سياسيين اذا جاز التعبير فالجميع كانوا حاضرين في قنوات العربية والحدث والجزيرة وكل قنوات الدنيا عندما هاجم الجميع صالح وعندما اسقطوا النظام وعندما اهانوا الدولة والسيادة وعندما فجروا في الخصومة.
لماذا اليوم تستكثروا على برنامج استضافة من كانوا اصدقاءكم بالأمس اعدائكم اليوم ما هكذا ترد الابل يا أعزائي، الاعلام اليوم مفتوح على مصراعيه ومن لم يستطع قوله في فضاء القنوات يقله على منصات التواصل وهي الاكثر تأثيرا وانتشاراً بفعل تطورها وتداولها عند الجميع فقط نحتاج الى رمي سهامنا واصابة الاهداف المنشودة.. لا ان نختلق لنا عداوةً من الفراغ لمجرد مقابلة لن تعيد اليمن المفقود ولن تؤثر على صانعي القرار وفي مقدمة ذلك التحالف العربي، واليمن ليس انت وحدك او انا وحدي اليمن انا وانت وان اختلفنا.
الاعلام بحاجة الى تحديد اولوياته وتوحيد خطابه وطالما تحدثنا بذلك كثيراً، فليس مقبولاً اسمع قنوات تنعق ليل نهار بوصف الزعيم الراحل “بالمخلوع وتتهكم على المؤتمر ليل نهار بعد هذه السنوات التي كشفت اقنعة وسقطت وجوه وشخصيات ما كان في حسباننا ان تسقط ونقبل التجريح وبقسوة وخبث لقناة وصوت وطني لأنها استضافت احد المختلفين أيا كان نتفق او نختلف مع ما يطرح.
وليس مقبولا ان اجد ضيوفاً من وطني على قنوات عربية وبرامج موجهةً ويشعلون حربهم على الهواء وينشرون اوسخ الغسيل، واعترض على وجهتي نظر في برنامج وقناة يمنية فما اقبله امس واليوم في قنوات عربية اقبله ايضاً من قناة محلية فالإعلام رسالته في تنوعه وهو كالسياسة لا خصومة دائمة ولا صداقة دائمة لكن.
بالإمكان التأسيس لأرضية مشتركة نناقش عليها ما نراه يستحق النقاش وبدون الاسراف في التأويل والتهويل مما يصنعه برنامج ونزيف الحقيقة من باب كراهيتنا لشخص بعينه.
ثقوا “بقناة اليمن اليوم” لم ولن تكن الا مع الوطن والمواطن مع اليمن الكبير عربيةَ الانتماء والله من وراء القصد .