الهلال و الشباب .. مباراة مفترق طرق مختلة الموازين..
الهلال دائما تحت الضغط.. لكنه أمام الشباب غير مستفز و هذا أخطر ما في الأمر..
الشباب فريق هادئ جدا .. غير مرتبك.. الضغوطات من حوله نادرة جدا.. و النادر لا حكم له..
الهلال طائر لا يؤكل لحمه بسهولة..
و الشباب فريق عنيد جدا متمرس على أنسجة من هذا النوع من المباريات..
الهلال موج هادر.. عندما تستفزه يتحول إلى طوفان تسونامي لا يبقي و لا يذر..
جيسوس نفسه متذمر لأن فريقه هذه المرة غير مستفز كما كان الحال أمام الاتحاد..
يحاول جيسوس نقل الضغط إلى لاعبيه.. لأنه يعرف طبيعة لاعبيه و طبيعة جمهوره..
في تقديري كل شيء في هذه المباراة يبدأ من الوسط..
حيوية الشباب دائما تجد من ينقلها من خانة الفعل إلى خانة رد الفعل..
و عندما ينتصب في وسط الميدان مبدعا و معلما مثل بانيجا توقع كل شيء..
كويلار أيضا منح وسط الشباب صلابة في العمق..لكن تبقى إشكالية الشباب مزاجه المتقلب..
يخذلك عندما تراهن عليه..و يصعقك عندما تتوقع له الهزيمة.. ألم أقل لكم إنه فريق مزاجه متقلب كالطقس؟..
الهلال استعاد عملية التوازن النفسي في الوقت المناسب..
فوزه على الاتحاد العتيد و الغني بلاعبين من عينة فريدة منحه ثقة ليس لها حدود..لكن خصمه هذه المرة مختلف تماما في النهج و في الرؤى و في الحافز و في الطموح..
يمكنك وضع مليون خط تحت كلمة الطموح..
غالبا ما تشتعل جذوة الطموح عند فرق تشعر أنها أقل شعبية..الحماس يتدفق فيقلل الفوارق..لكن شريطة ألا يتحول الحماس إلى تهور..
الهلال يعرف دائما كيف يجدد طموح لاعبيه.. و جيسوس يحفظ تركيبة لاعبيه النفسية عن ظهر قلب..
الخوف يبقى مصدره الثقة المفرطة التي تصل حد الغرور..يحدث هذا غالبا مع لاعب محوري مثل محمد كنو.. يمكنه أن يصل إلى القمة في مباراة..ثم يهوى إلى القاع في مباريات أخرى..
قوة الهلال في التدفق التكتيكي من الخلف..نيفيز و سافيتش لاعبان يمنحان الفريق مرونة هجومية تغطي على عيوب ضعف رأس الحربة..
على الورق الهلال في النهائي بدون شك..
لكن في الميدان يا حميدان تختلف الحسابات و تتشابك الطموحات و تصل نسبة التحدي درجة الغليان..
الهلال و الشباب .. مباراة ملعب و ليست مباراة ورق..!
- من صفحته في فيس بوك.