منبر حر لكل اليمنيين

“الإخوان” وعقدة النقص تجاه “صالح”

27

عجز “الإخوان” عن مُجاراة “صالح” أثناء حياته، دفعهم إلى الانتقام منه بعد مماته، هي عقدة النقص إذاً.. كل ذلك الحقد والغل يظهر كمّاً من السب والقذف.

ورغم ادراكهم أنهم مفلسون وعاجزون أن يحافظوا ويديروا ولو جزء من الوطن، الذي كان في زمن صالح، لكنهم لم يجدوا أي وسيلة غيرها ليريحوا عن أنفسهم.

ومجمل القول، إذا رحل صالح فكلنا صالح وكرهكم له يقابله ملايين المحبين والمعجين بسجاياه التي عجز الجميع أن يأتي ببعض منها، ولن نسمح لكائن من كان أن يتجاوز حدود المروّة والأخلاق في النيل من حياة من رحلوا بشرف دفاعاً عن جمهورية ووطن نحن الآن نبحث عنهما.

الإساءة لصالح إساءة لليمنيين؛ فصالح لم يكن شخصاً عادياً، حياته وتاريخه ليس له وحده، بل هو جزء لا يتجزأ من صفحة وتاريخ لليمنيين ولليمن المعاصر، باعتباره رمزا من رموز اليمن الذين تركوا بصماتٍ وارثاً شمل كل جوانب الحياة ومستقبل الإنسان في البلد.

ما نُشِر في قناة “يمن شباب” بتاريخ 3 غسطس 2023، من فيديوهات ساخرة، أنشأ محتواها حاقدون وناقمون على الشهيد علي عبدالله صالح عبر استغلالهم للذكاء الاصطناعي، هي بمثابة سقوط لا بعده سقوط، واعتداء سافر يطال شخصية عظيمة كصالح، ما يجعل من هكذا عمل حقل تجارب في مجال الذكاء الاصطناعي، توجه الأجيال أن يستلهموا من ذلك الصوت المجلجل متاهاتهم.

كل الخزي والعار أن تأتي الإساءة من الذين يظنون أنفسهم سياسيين ومثقفين وإعلاميين ومنابرهم تفيض بالبذاءات.

الخصوصيات يجب أن تُحترم بين الأحياء فما بالكم بالأموات والشهداء العظماء، حتى المناخ الديمقراطي الذي فتح سقفاً للتعبير عن الرأي رسم حدوداً لا يسمح بتجاوزها.. فكيف بعُرفِنا وقيمنا التي تستوجب احترام الخصوصيات اذا كنت غائباً فما بالك بشهيد.

كان بالامكان أن نجعل من كل رموزكم حقول تجارب ونملأ الدنيا بالضجيج، لكن أخلاقنا وقيمنا تمنعنا من أن نسقط في براثن السفالة.

ما زلنا نثق أن البلاد بها قانون يحكم الجميع ترَكَهُ صالح ارساءً لقواعد الديمقراطية في البلاد.

الغريب أن هناك “وزارة الإعلام” لم نسمع لها صوتا ولم نر لها موقفا إزاء مثل هكذا تجاوزات تغذي الشقاق وتنكأ الجراح في الوقت الذي يستوجب على الجميع النأي بأنفسهم عن مثل هكذا تصرفات وتضبط وزن المعيار المهني والأخلاقي لمثل هكذا وسائل إعلام.

التعامل بوجهين أعلى مراتب النفاق، والإخوان هنا يتحدثون عن الشيء ويناقضونه.. وهنا نستنتج أن لا مصداقية لديهم في مسار وحدة الصف، ما دام وهم ينهجون هذا النهج.

*نقلا عن “نيوزيمن”.

تعليقات