منبر حر لكل اليمنيين

الشاقي ” الناصح ” وإصرار الرياض على إبقائه

8

سؤال يتساءله جميع اليمنيين عن مدى قدرة الرياض على تخطى عُقدتها التي أوصلتها لإعلان حرب على اليمن بداعي محاربة ميليشيا الحوثي التي استفادت من عاصفة الحزم وحولت الجماعة لشاقي يعمل لصالح الأجندات السعودية ودول التحالف، بل أنهم تحولوا لتنفيذ تعليمات سعودية مُلقاة عليهم، إن علموا، ونفذوا كما تقتضي المصلحة العليا للمملكة التي أضحت بكل شيء وأفسدت الأخلاق والقيم لدى شريحة كبيرة من الساسة سواء الذين يعملون مع جماعة الحوثي، أو الذين يقبعون تحت مظلة المجلس الرئاسي وأدواتهم الأخرى وهي كثيرة

استطاعت الرياض أن تخلق تنافس كبير بين جماعة الإخوان وميليشيا الحوثي على تقديم الولاء والطاعة العمياء، ورغم أن الإخوان المسلمين امتهنوا هذه الوظيفة منذُ زمن وتفننوا في امتهان الطاعة وتنفيذ الأجندات الخارجية، إلا أن الحوثيين تفقوا عليهم هذه المرة واستطاعوا تقديم أنفسهم للمملكة كشاقي ناصح وفق معايير معينة لإرضاء الساسة السعوديين وكذا وفق ما تتطلبه المرحلة من أجندات تتسم بطابع كلاسيكي ضمن أولويات العمل المنوط به، وهذا ما أقدم عليه عبدالملك الحوثي وجماعته ليبرهنوا للرياض بأنهم الأكثر طاعة وولاء وما دونهم هم الخطيئة

ولهذا ترى الرياض بأن وجود الحوثي مُسيطر على الشمال وبهذه الكيفية هو ضمان لتنفيذ أجنداتها وقطف ثمار ذلك تحت يافطة الحرب التي قضت على الدولة والجمهورية وأبقت على الحوثي مع تزايد أعداد كبيرة لنفوذه وقوته ومعداته العسكرية، ومن خلال هذا نرى بأن مشكلة الرياض تكمن في وجود دولة في اليمن، التي تنظر اليها الرياض بأنها آلة قهرية وعقابية لها في نفس الوقت لأنها تُضيق من مصالحها وتُذيب نفوذها، وتزيد من علاقة المجتمع اليمني بدولته وتقضي على كافة أشكال النزاعات الداخلية إن وجدت

ولذا فإن إصرار الجارة السعودية على إبقاء الحوثي كأداة جلد لليمن واليمنيين لم يعد بالإمكان الاستمرار عليه، لأن تركيبة المجتمع اليمني مليء بالثورات وقدرته على كسر الظلم والقهر والانتصار لمبادئه وقيمة المجتمعية التي أدت إلى ولادة دولته الحديثة، وليس نتيجة تراكمات سلطوية أدت في النهاية إلى نشوء دولة حديثة نسبياً مثل مجتمعات الخليج العربي التي نشأت من نسج الاستعمار الخارجي ومن ثم امتلاكها لثروات ضخمة جعلتها تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة بحثاً عن التبعية المطلقة لمحاربة الجمهوريات والحريات الأساسية التي تتمتع بها أغلب شعوب المنطقة العربية ، وما يحدث في اليمن عموماً هو صراع كان خفياً بين الدولة اليمنية والجارة السعودية، وعلى هذا الأساس يجادل بعض الناس بأنه صراع أناركية بامتياز، والأناركية في مفهومها العام هو إسم يُطلق على مبدأ أو نظرية الحياة والسلوك الذي يتم بموجبه تصور المجتمع بدون حكومة، كما أنها منهج يتم من خلاله استبدال السلطة بهياكل أفقية غير هرمية

وأخيراً..
نسمع جميعاً عن صراع المشاريع في اليمن وعلى الشعب اليمني أن لا يستغرقه هذا الصراع، والتركيز على سباق فشل هذه المشاريع وتعرية قادتها، وهذا السباق سيغير من معطيات المُتربص الخارجي، ويكسر أدواته في الداخل.

تعليقات