منبر حر لكل اليمنيين

لماذا قررت السعودية التدخل في اليمن ؟

25

هل كان الهدف إسقاط الانقلاب وإعادة الشرعية كما زعمت إدارة محمد بن سلمان وتبين كذبها ؟ أو أن الأمر كان يتعلق بإيصال محمد بن سلمان إلى الحكم فاتخذ قرار الحرب لكي يسهل عليه تصفية خصومه المنافسين له في الملك ؟ أم هي الثقة المفرطة بالنفس ؟

لا زال الكثيرون يجهلون السبب حتى الآن، ولم يستطيعوا الجواب على سؤال الحرب في اليمن، مع أن التدخل السعودي في اليمن ليس فيه لغز أو سر، فقد كشف عن ذلك اللواء السعودي المتقاعد أنور عشقي الذي أكد أن المملكة والإمارات دعمتا مليشيا الحوثي وكان هو الوسيط في هذا الاتفاق، بما يوحي بأن السعودية والإمارات كانتا وراء سيطرة الحوثي على صنعاء وإسقاط مؤسسات الدولة، وهذا لا يسقط بالتأكيد دور القوى السياسية اليمنية في تحمل المسؤولية .

وكما قلت فإن سنوات الحرب قد كشفت للمحللين والإعلاميين أوجه هذا التدخل، لكن تبقى المشكلة التي تواجه الجميع، هي تحديد الدوافع التي كانت تهم أو لا تهم وأسهمت في تدمير اليمن، وما هي المصالح الاستراتيجية التي حققتها السعودية من ذلك؟

لا أجانب الصواب إذا ما قلت إن السعودية كانت تعتبر اليمن منافسا لها ويجب تحجيمه، لكنها أخطأت التقدير وفتحت الطريق أمام منافسها الحقيقي وهي دولة الإمارات التي تتطلع إلى قيادة المنطقة بدلا عن السعودية وتنافسها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية، وضرب السعودية لمقومات الدولة اليمنية ساعد الإمارات في المضي قدما في محاصرة السعودية من حدودها الجنوبية وإغراقها برمال اليمن المتحركة.

لم تكن الإمارات لتستطيع إغواء السعودية مالم يكن النظام السعودي يراكم عداءه للوحدة اليمنية وللنظام التعددي الديمقراطي، هذا التراكم وصل نقطة التحول في عهد محمد بن سلمان الذي أراد التخلص من أزمته الداخلية بافتعال أزمة خارجية.

نخلص إلى القول، إن سعي محمد بن سلمان إلى إزاحة اليمن بوصفها منافسا لبلاده، كانت تقديرات خاطئة، لأنه قضى على عوامل الاستقرار في اليمن وساعد على تقوية خصومه الحقيقيين وهم الإمارات وإيران، وإلا كيف نقرأ ضرب المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن واستبدالها بمسميات طارئة تظهر ثم تختفي، مثل قوات اليمن السعيد ودرع الوطن والعمالقة وجميعها خارج سياق الجيش الوطني والكلمة العليا اليوم للمليشيات الإيرانية والإماراتية، وهذا يكذب مزاعم السعودية التي زعمت أنها تدخلت لإسقاط الانقلاب واستعادة الشرعية، سيكون لنا مقالا آخر أكثر تفصيلا في سياسة السعودية التخريبية في اليمن وفتح الطريق أمام مليشيات إيران والإمارات.

تعليقات