أنا غير قابل للتدجين مهما تعرضت للمنع أو القمع
ما أتعرض له من مضايقات ، تعجز عن تحملها الجبال الرواسي ، حتى ضمن بيئتي الضيقة ، أنا محاصر ومتهم بأنني أغرد خارج السرب ، وبأنني غير واقعي ، لأنهم لم يستطيعوا فهم أن الحر لا يدجن ولا يبيع نفسه بالمال ، فأنا أعتبر حريتي شيئا مقدسا ولا أتنازل عنها .
توحد الحوثيون وسلطة الشرعية وتوابعها في معاداتهم لمن بدافع عن سيادة الوطن وكرامة المواطن ، والعجيب في الأمر أن سلطة الشرعية تركت كل شيء وتفرغت بكامل مؤسساتها لملاحقتي ، البعض يتوارى خلف بعض النساء والبعض الآخر يتوارى خلف أشخاص من بلدان أخرى ، جميعهم يريدون إما السجن وإما الطرد .
نحن أمام سلطة اغتصبت الشرعية وفشلت في تحقيق ما وعدت به وأصبحت أداة لتكريس الانقسام والتفكك ووصلت الأوضاع المعيشية إلى حالة مزرية وكل ما يهم هؤلاء هو البقاء في السلطة وإقصاء أي صوت يختلف معهم ويفضح عجزهم ، يستكثرون علينا رفضنا أن نكون عبيدا ويستكثرون على الآخرين انغماسهم في هموم الناس .
ما يهمني أن صفحتي بيضاء ولا يزعجني أن أكون مثيرا للجدل ، فمن العار أن نترك شعبنا يمد يده للمساعدات وبلاده تعج بالثروة وأبناؤه يتميزون بالإبداع والقدرة على الإنتاج .
سأظل أرفض الاستهتار بكرامة ومشاعر اليمنيين وأرفض أن تصبح أرضهم وأجواءهم وبحارهم سلعة يؤجرها مقاولو الباطن الممسكون بزمام السلطة ليقبضوا عمولتهم ، فالدرك الذي هبط هؤلاء بنا إليه ، يجعل السكوت عليه بطعم المذلة .
لقد طفح الكيل ولم يعد لدي ما أخسره أكثر من خسارة الوطن ولن أقبل بالمذلة التي يريدون سوق شعبنا إليها ، ابتلعوا كل شيء في البلد حتى المرتبات التي لا تمس سرقوها وتركوا شعبنا يدفع ثمن بذخهم السفيه ويحاربون كل من يرفض يسير في قافلتهم أو يبيعون شرفهم ووطنهم .
إنني أعلنها بكل قوة ، بأنني أعتز باليمن وطنا وهوية وأدافع عن امتداده الحضاري والتاريخي ، وأنا ضد كل الذين يبحثون عن سادة يشرعنون لهم عبوديتهم ، فبعد أن جعلوا مني لاجئا خارج بلدي مثلي مثل الملاين من الشعب اليمني ، يريدون أيضا أن نكتوي بالقهر ونلزم الصمت ، لكنني أقول لهم ، لن نصمت ولن نستسلم ولن ننطفئ وسنظل نطل من شبابيك الوطن المكلوم مهما أصابتنا السهام القريبة والبعيدة .
سنظل أوفياء لأهلنا المغدور بهم وسنظل نحاصر أكاذيب المنبطحين ونذكر بخارطة الوطن المذبوح من الوريد إلى الوريد ، فنحن لا نبحث عن العداوات والمهاترات الشخصية ، فكل دموع العالم لا تستطيع أن تخفف الجرح النفسي لذلك الشاب الذي تم الاعتداء عليه أمام الكاميرات في تركيا ولا لمئات أمثاله وضعوا في السجون ظلما في بلدان مختلفة ، صحيح أنني لم أحمل البندقية ، لكنني أرسم لها الطريق ، وسأظل أحمل فكر المقاومة وأمارس دوري كمثقف يحاول انتشال وطنه من الاحتلال .