صراع واشنطن وبكين يهدد بتحطيم هيمنة نظام “GPS” الأميركي
يستخدم أكثر من 6 مليارات شخص حول العالم نظام تحديد المواقع العالمي “GPS”، الذي تمكله حكومة الولايات المتحدة وتديره القوة الفضائية الأميركية عبر الأقمار الاصطناعية.
وكان نظام تحديد المواقع العالمي “GPS” أو “The Global Positioning System” جرى تصميمه في بداية الأمر كأداة عسكرية، لتنفيذ مهام من قبيل توجيه الصواريخ وعمليات الطائرات المسيّرة، لكن وبمرور الوقت أصبحت هذه التكنولوجيا لا غنى عنها في الحياة المدنية.
وتقول النائبة عن الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي الطيارة السابقة في البحرية الأميركية ميكي شيريل: “إذا تعرضنا لهجوم (سيبراني) قد تتوقف العديد من الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد وحتى أنظمة الزراعة والنقل والطيران”، وفق ما ذكرت شبكة “سي إن بي سي” الأميركية.
لكن الولايات المتحدة ليست الدولة الوحيدة التي تملك نظاما عالميا للملاحة يعتمد على الأقمار الاصطناعية، حيث إن روسيا لديها واحد وكذلك الاتحاد الأوروبي.
أما أحدث الوافدين في هذا المضمار، فهو نظام صيني يدعى “بيدو” أو “Beidou”.
وتاريخيا، كانت تكنولوجيا نظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية تقوم على العمل الجماعي، حيث تعرض كل دولة على البلدان الأخرى اسخدام النظام الخاص بها.
لكن الصين أدركت أهمية امتلاك نظام ملاحة دولي منذ سنوات، حسبما تقول الدبلوماسية الأميركية السابقة سارة سيول.
وأوضحت أن “الصينيين تحدثوا عن فقدانهم القدرة على تتبع صواريخ كانوا قد أطلقوها قرب جزيرة تايوان، واعتبروا أن الأمر جرس إنذار بالنسبة لهم لكي يصنعوا نظام ملاحة خاصا بهم، يضمن التغطية والدقة التي يريدونها، مع عدم الاعتماد على أي دولة أخرى في العمليات العسكرية”.
ويرى خبراء أميركيون أن نظام تحديد المواقع العالمي الصيني يتجاوز الغاية العسكرية، تماما كما حدث مع النظام الأميركي.
ويقولون إن النظام الجديد يحفز الصين على “تنمية اقتصادية هائلة”، مع توقعات بأن يدر عليها عشرات المليارات من الدولارات سنويا، فضلا عن اكتساب بكين نفوذا على الصعيد العالمي.
وذكرت سيول أن بكين ربطت تصدير العديد من أشكال البنية التحتية التكنولوجية بالبيانات التي يقدمها نظام تحديد المواقع الصيني.
ولفتت إلى أنها دمجت ذلك مع العروض الصينية الخاصة بخدمات الجيل الخامس للشبكة الخلوية “5 جي”، وتدعم ذلك عبر مبادرتيها الحزام والطريق وطريق الحرير الرقمي.