منبر حر لكل اليمنيين

لحظةٌ مع المتنبي

23

 

دونًا عن الخلق لم يهدأ لهُ بالُ
كأنهُ من جميع الناس يُغتال

أهدى إلى كل عصرٍ روحهُ ومضى
يُبنى لهُ في رحاب الله تمثالُ

أيّامهُ راقبتها كل ثانيةٍ
وليلهُ نصفهُ ذئبٌ ورئبالُ

وكلّما مرَّ يومٌ زاد منزلةً
لا تعتريهِ من الأفلاك أحوال

كافورهُ كان عودا لا غبار لهُ
حتى أتته من الأنصال أهوال

وسيفهُ كان ملقىً في مجالسهِ
تنطّقتهُ مغاليقٌ وأقفال

حتى انبرى سيّد الأشعار يصقلهُ
فخلِّدت في بلاد الروم آجال

كالسينما وثّق الأحداث، مسرَحها
وكاختلاف الليالي ما لهُ حال

لو كل حيٍّ وميتٍ جاء مختطبًا
سيلقف الشعر منهم كل ماقالوا

هيّا أبا الشعر علّمنا مناسكنا
فنحن في زُمرة الأديان موّال

كافورك ارتدّ عن وعدٍ ومكرمةٍ
وكل كافورنا في اللحد ينثال

أبلغ أبا المسك أنّا لا نعاتبهُ
لأنّه لو أتانا سوف يختال

وفاتكٌ كامنٌ في كل قافيةٍ
تأبّطتهُ ملاعينٌ وأنذال

أحييت عصرك واستبقيت سيرتهُ
ونحن موتى بعصرٍ كلّهُ آلُ

استعطفتك المعاني كي تزيّنها
واستثمرتك الأماني أيّها المال

شواردٌ سابحاتٌ أرّقت أمما
ومنطق الطير في كفيك صلصال

ستدّعيك النبوءات التي نُسيت
وتجتبيك من الأجيال أجيال

اسْتبقِ نفسكَ إنّا أمةٌ طُويت
والدهر لاشك تبديلٌ وإحلال

أدوارنا في زمان المنطق اقتصرت
على الكواليس تصفيقٌ وإسدال

كل العصور أقرّت من يُمثلها
وأنت كل الدّنا في فيك أمثال

تعليقات