القبيلة تدفع الدم والحوثي يستلم الثمن
لست بحاجة للقول ، بأن مشايخ القبائل هم مجموعة من الحمقى ، لأنهم يتفاخرون بألقاب هي مهانة عند مشرفين الحوثي ، ويتفاخرون بقتل الآلاف من أبناء قبيلتهم ويشتكون من المشرفين الذين لم يقدروا هذه التضحيات .
لم يكن هؤلاء المشايخ سوى قطيع لا رأي لهم ولا قرار ، مهمتهم فقط جمع الرجال كحطب للمعارك ودفع الأموال لترفيه عصابة الحوثي التي ظلت تدفع بأبناء القبائل إلى المحرقة وأسقطت كل المرجعيات القبلية والسياسية ، ومن المحزن أن يقف أحد مشايخ بني مطر منكسرا أمام المشرف الحوثي الذي أهانه ، ولم يكن أمامه من وسيلة للانتصار لكرامته ، سوى تذكير المشرف ، بأنه وقبيلته دفعوا أربعة ألاف قتيل في مواجهة العدوان .
المحزن أننا بعد تسع سنوات من الحرب مازال هؤلاء يعتقدون أن عصابة الحوثي تواجه العدوان لكي تسترد السيادة اليمنية ، ولم يعطوا لعقولهم فرصة التفكير ، أي سيادة هذه التي تتحدث عنها العصابة والبلاد محتلة ومحاصرة بعد أن كانت دولة كاملة السيادة .
لقد استخف الحوثي بمشايخ القبائل ، فأطاعوه وحقق من خلالهم أطماعه ، فمن غيرهم ما كان يستطيع أن يفعل شيئا ، كذب عليهم بأنه يتصدى للعدوان وهو العدوان ذاته ، زج باليمنيين في محارقه وفر هاربا من أمام العدو في عدن والحديدة حتى أنقذته أمريكا وبريطانيا باتفاق ستوكهولم .
الحوثي ترك مشايخ القبائل ومن تبقى من الجيش الجمهوري يديرون المعركة نيابة عنه وظل يحشدهم إلى الجبهات ويقوم بالعمليات الاستعراضية لتضخيم حجمه أمام الآخرين ، ليحصل على أكبر المكاسب بأقل مجهود على حساب خسائر الشعب اليمني ، فلم يسقط له قتيل ، لأن قياداته لم تذهب إلى المعركة ، ومن قتل من أبناء الأسر الهاشمية ، هو الذي دفع بهم للتخلص منهم ، لكي لا ينافسوه على السلطة والمال .
بسبب هذه العصابة فرض الحصار على اليمن وخنق الشعب اليمني ، بل مات عشرات الآلاف بسبب الجوع ، بينما قيادات هذه العصابة جنت المليارات ، وبدلا من أن تقف العصابة إلى جانب الذين وقفوا إلى جانبها وقفت ضدهم وصادرت مرتباتهم وممتلكاتهم وأهانتهم ، وبعد هذا كله مازال بعض المشايخ يتفاخرون بعبوديتهم وبقتلهم لأبناء قبيلتهم ، فلو أن أربعة ألف مقاتل وجهوا أسلحتهم إلى صدر هذه العصابة لخلصوا اليمن من شرها .
مازال أمام المشايخ فرصة ليثبتوا استحقاق لقب الشيخ ، هذه الفرصة تتمثل في الوقوف في وجه هذه العصابة التي لا تمتلك أي قوة ، سوى قوة القبيلة ومن تبقى من الجيش الجمهوري ، فهي تقاتل بهم وتقتل بعضهم ببعض ، فإذا ما وجه هؤلاء أسلحتهم إلى صدر هذه العصابة ، فإن الباطل كان زهوقا ، ولن ترتفع لهم راية بعد اليوم ، فأي ذل هذا الذي جعل الناس يقتلون بعضهم البعض ولا يقتلون عدوهم وعدو وطنهم ودينهم ؟