منبر حر لكل اليمنيين

العالم الإسلامي بين الحكم العسكري أو خرافتي الخلافة والولاية

19

كان الملوك في القرون الوسطى يدّعُون أن لديهم “حقا إلهيا” في حكم البشر يستمدونه من الله ويتمتعون بموجبه بسلطة مطلقة لا مجال لنقدها أو مواجهتها.

ولمواجهة طغيان الملوك طرح فلاسفة عصر التنوير مفهوم “الحق الطبيعي” ليدحضوا بواسطته مفهوم الحق الإلهي.

يقوم مفهوم الحق الطبيعي على أن هناك حقوقا “طبيعية” يكتسبها البشر بمجرد ولادتهم ولا يجوز مصادرتها أو تقييدها، وهي حقوق الحرية والمساواة والكرامة والملكية الخاصة.

وبهذا التأصيل السياسي والحقوقي سقطت خرافة الحق الإلهي إلى الأبد وبنيت فلسفات حقوق الإنسان والديمقراطيات الحديثة.

في العالم الإسلامي قامت مؤسسة الخلافة على مفهوم “الجبر الأموي” وهو نفس مفهوم الحق الإلهي تقريبا، حيث كان الخلفاء الأمويون يقولون إن الله قدّر لهم أن يحكموا ولا مرد لقضاء الله وقدره.

ثم جاء بعد ذلك مفهوم الجبر الشيعي في نظرية “الإمامة”. فالإمام عند الشيعة اختاره الله وعصمه ولا سبيل أمام الأمة للنجاة إلا الرضوخ له وطاعته.

ظلت خرافتا “الخلافة” و”الولاية” تحكمان العالم الإسلامي رغم دخوله العصر الحديث، ولم ينافسهما إلا الحكم العسكري.

الوقوع بين الحق الإلهي والشرعية العسكرية أحد أسباب عجزنا عن الانتقال إلى نظرية حقوقية شبيهة بنظرية “الحق الطبيعي” تنزع أنياب نظرية الحق الإلهي السنية والشيعية وبقايا الشرعية العسكرية وتدشن عصر حقوق الإنسان وحكم الديمقراطية والاختيار الإنساني.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

تعليقات