السلام مع الحوثي…المهمة المستحيلة!
تشهد اليمن منذ سنوات عدة تدهورًا كبيرًا في الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، وذلك نتيجة لتدخل جماعة الحوثي المسلحة وتنفيذها لأجندة إيرانية في المنطقة.
إن الحوثيين، الذين يشكلون فصيلاً مسلحًا يسيطر على مناطق واسعة في اليمن، يعملون بالتعاون والدعم الكامل من قبل إيران، وهذا يعتبر تهديدًا كبيرًا للأمن والاستقرار في الجزيرة العربية.
تأسست جماعة الحوثي في اليمن في الثمانينيات، ولكنها تمكنت من السيطرة على العاصمة صنعاء في عام 2014، ومنذ ذلك الحين بدأت في تنفيذ أجندتها الخاصة والتي تضمنت تحقيق الهيمنة الكاملة على اليمن وتوسيع نفوذ إيران في المنطقة.
تقوم إيران بتزويد الحوثيين بالأسلحة والتمويل والتدريب و المخدرات، بالإضافة إلى تقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي، وهذا يعزز من قدرتهم على المقاومة والاستمرار في الصراع.
تعتبر الأجندة الإيرانية في اليمن جزءًا من استراتيجية إيران الإقليمية في المنطقة، حيث تسعى إيران إلى توسيع نفوذها ونشر نموذجها الإيراني الشيعي في العالم العربي.
وتهدف إيران من خلال دعم الحوثيين إلى تعزيز تواجدها العسكري والسياسي في اليمن، وتعكير صفو العلاقات اليمنية _ السعودية وتهديد الأمن القومي للدول المطلة على البحر الاحمر.
إن تنفيذ جماعة الحوثي لأجندة إيرانية في اليمن أدى إلى تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الامنية في البلاد.
فقد شهدت اليمن حربًا أهلية طاحنة بين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة الشرعية، ما أدى إلى تدمير البنية التحتية وتهجير الملايين من السكان وتفاقم الأزمة الإنسانية.
كما استغل الحوثيون الأوضاع السياسية الفوضوية في اليمن لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وقد تمكنوا من شن هجمات على السعودية و الامارات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة.
تتعرض الدول العربية المجاورة لليمن، ولا سيما السعودية، لتهديد أمني كبير نتيجة لتنفيذ جماعة الحوثي لأجندة إيرانية في المنطقة. فالحوثيون يعتبرون السعودية عدوًا لهم ويستهدفونها بصورة مستمرة، وذلك بتنفيذ هجمات عسكرية وإطلاق صواريخ بالستية على المدن السعودية. وهذا يشكل تهديدًا للأمن القومي والاستقرار في المملكة العربية السعودية والمنطقة بأكملها واستغرب جدا اساليب الحوار و طرق السلام الذي تنتهجها مع هذه العصابة المارقة.
لا يمكن تجاوز حقيقة أن السلام مع الحوثيين يبدو أمرًا صعبًا للغاية. هذا يرجع إلى العديد من الأسباب، بدءًا من الطابع الطائفي لفكرهم وصولًا إلى تورطهم في العديد من الأعمال الإرهابية وتجاوزاتهم العسكرية.
تعتبر الحركة الحوثية جزءًا من الفكر الشيعي الايراني، وهو فكر طائفي يؤمن بالتفوق الشيعي على بقية المذاهب من المجتمعات الإسلامية، وهذا الفكر الطائفي يؤدي إلى تعزيز الانقسامات الدينية والقبلية في اليمن، ويعتبر عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق السلام.
بالإضافة إلى ذلك في أن الحوثيين يعملون كعملاء لإيران ويتفاخرون بذلك و بالدعم الايراني و سلاح الدولة الذي بيدهم يجعلهم طرفًا صعبًا في أي محادثات سلام.
فالسلام يتطلب أن يتم تفكيك القوات القتاليه غير الشرعية وإعادة السلطة للحكومة الشرعية في اليمن.
بناءً على ما سبق، يمكن القول إن السلام مع الحوثيين يبدو شبه مستحيل في الوقت الحالي. يجب أن يتم التعامل مع الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك الفكر الطائفي وتدخل إيران،ونزع السلاح قبل أن يكون هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام في اليمن.
بالنظر إلى ذلك، فإن تدهور الأوضاع في اليمن و المنطقة بسبب عمالة الحوثي وتنفيذها لأجندة إيرانية في المنطقة يعد تحديًا كبيرًا للأمن والاستقرار في اليمن و الجزيرة العربية والبحر الاحمر.
تتطلب الأوضاع الراهنة جهودًا دولية لإيجاد حل جذري للأزمة اليمنية من خلال تغيير الادوات القائمة ووقف دعم إيران للحوثيين و وطرق واساليب الحوار معهم. إذا تم تحقيق ذلك، فإنه سيساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن والمنطقة بأكملها.