الخيبة الرياضية.. فتِّش عن جَماعة “حاضر.. تَنفُّسك أوامر”..!
في الإعلام الرياضي اليمني لا بد أن تقرأ تصريحات لاعبين ومدربين وحكام، كلها شُكاء وبكاء.. وستجد في البكاء والشكاء شيئًا من خجل عذري يظهر في تأكيد الرياضي الشاكي لكاتب الخبر الصحفي بأنه يقول سرًّا حربيًّا، وأن السر لا بد أن يكون في “بِير”، وأن صاحب التصريح يفضِّل عدم ذكر اسمه.. وليس من استثناء.
* حتى نحن الإعلاميين نوجِّه نقدنا إلى بؤر العبث والفساد بطريقة من يقول: بالأمانة والديانة بعض مسؤولي الرياضة في الاتحادات والأندية والأولمبية والوزارة والعمارة و”حْشِين ومُش حلوين”، وهذا ما يُفسِّر كيف أن الذين شرًّعوا مواد قانون الصحافة والمطبوعات فطنوا للأزمة المرتعشة من زمااان، ولم يلزموا الصحفي بالكشف عن اسم مصدر معلوماته، وأن بمقدور المتضرر أن يكتفي بحق الرد فقط، طالما لم يكن في النشر إساءة كاملة الأركان.
* وبالمناسبة.. عندما طرح أحد الزملاء أسماء شخصيات بديلة للأخ أحمد العيسى –رئيس اتحاد كرة القدم الجاثم على أنفاس الكرة اليمنية من قرابة 20 عامًا، علَّقتُ على الزميل الكاتب صاحب المنشور بالقول:
أتفق معك بأن شوقي أحمد هائل وأمين جمعان من الشخصيات الرياضية المناسبة لتولي أعلى المناصب الرياضية في اليمن وليس اتحاد كرة القدم وحده.. لأن الأول “شوقي هائل” صاحب منهجية في الإدارة، وهو ابن ناجح لأقوى الشركات العائلية، ورجل نزيه، وكما يقال في اليمن: “شابع من بيتهم”، والثاني أمين جمعان قدم للرياضة اليمنية ناديًا نموذجيًّا، وعمل لنادي الوحدة الصنعاني ما لم يعمله رئيس نادٍ آخر، ولكن –ويا للحسرة من بعض لكن– ربما يحتاج شوقي وأمين لتناول بعض قوارير قطر الحديد، أو هذا ما أظنه حتى يثبت العكس.
* في أندية كبيرة مثل وحدة وأهلي صنعاء وتلال ووحدة عدن وشعب إب، وأندية كثيرة، ستسمع الكثير من الأنين عن انفراد قيادي أو أكثر بالقرار، أو عدم وجود دورة محاسبية محترمة، أو عدم وجود شفافية في الصرف والتوريد، أو أن المهمات توكل للإداري الذي لا يعرف من الموقف غير عبارات “حاضر سيدي.. تحت أمرك يا أستاذ.. تنفسّك أوامر يا شيخ.. واللي تشوفه يكون.. مُرْ تُطَعْ.. وعبدك بين يديك”.
وجميع هؤلاء يؤذون الرياضيين، لأنهم بارعون في صناعة الشر وفي أداء دور مخلب القط.. وعندما يحاصرهم إعلامي أو رياضي مظلوم بسؤال حول أذيَّتهم يكررون بأنهم مجرد العبد المأمور، ويؤكدون بأن عليك كإعلامي أن تنشر ولا تقول بأنهم قالوا أي شيء؛ لأن الواحد منهم لا يريد إغضاب ولي نعمته، وهو فقط عبد مأمور، ودمية المسحور.
* وهكذا فإنه إذا كانت مصائب العالم من حولنا تأتي يومي السبت والأحد، فإن مصائبنا في اليمن لا تخطر على بال أحد، أو كما قالت المعلمة تفيدة في بعض الأفلام المصرية.
* ويبدو أن الخوف من رئيس نادٍ أو اتحاد، أو الطمع في مكرمات مكافأة، أو فرصة سفر، أو منحة علاج، صارت ثقافة تتفشى كالعدوى الجماعية التي تصيب شخصًا ثم تنتقل إلى الآخرين، حتى لو كانت عيونهم زُرق وشعرهم أشقر، ويحملون جنسية أوروبية، وأول حرف في أسمائهم حرف ميروسلاف سكوب.
* أما سكوب هذا، فهو مدرب المنتخبين الأولمبي والوطني اليمنيين، وهو حامل للجنسية التيشيكية، لكنه زعلان مثلنا من سوء إدارة كرة القدم، وله أسبابه الخاصة، لكنه يعيش في وضع بين الصامت والهزاز، فتارة يسرِّب أن اتحاد كرة القدم المغترب يفرض عليه لاعبين بدون علمه، فيما هو كالأطرش في الزفة، وأن هذا عيب أسود عند قبائل تشيكوسلفاكيا أيام الوحدة وحتى بعد الانفصال، لكنه مستمر في الإمساك بالمنتخبين اليمنيين، غير مبالٍ بدلالة عدم الوفاء بطلبات نجاح مهمته أو حتى تأثيرات تعرض لاعبي المنتخب الأولمبي عقب عودتهم من بطولة غرب آسيا في العراق للإساءة ومصادرة حقوقهم في القاهرة، ووصول الأمر درجة الشكوى من سوء التغذية.
* على أن سكوب نفسه بعد أن أصابته عدوى “تمام يا فندم” كثيرًا ما يعطي انطباعات أنه يحب مهمته مع اللاعبين اليمنيين ولو عن طريق رسائل الحمام الزاجل، وأنه سيصبر مع الاتحاد على الحلوة والمرَّة، ولم يبقَ إلا أن يغني أغنية “عش العصفور يكفِّينا”، ولا بأس من اقتسام الكدمة مع حسن باشنفر وحميد شيباني..!
* ورياضةٌ هذه هي مواقف أطرافها من المسؤولين واللاعبين والمدربين والإداريين والحكام، وحتى الإعلام، هي رياضة تستحق أحد أمرين:
إما إعلانها منطقة منكوبة، أو انتظار صيحة سعد زغلول باشا من قبره ليقول لكل رياضي يمني غيور:
ما فيش فايدة..
غطِّيني يا صفية.
*نقلا عن موقع اليمني – الأميركي