منبر حر لكل اليمنيين

أعزي رئيس هيئة رئاسة مجلس النواب وأعزي نفسي

23

يأتي ذكر البركاني في هذا المقال ، بوصفه رئيسا للبرلمان وليس بصفته الشخصية التي أحترمها كثيرا ، فقد أدلى البركاني بتصريح ، أشار فيه إلى أن مجلس النواب مغيب وممنوع من الانعقاد ، يأتي ذلك بسبب هيئة المصالحة التي تنازعه الصلاحيات ، إضافة إلى رفض المجلس الانتقالي بالسماح للمجلس بالانعقاد في العاصمة المؤقتة عدن .

هذه أعذار أقبح من الذنب نفسه ، فهيئة المصالحة ليست كيانا شرعيا حتى ينافس المجلس الذي يستمد شرعيته من الناخبين أنفسهم ، أما المجلس الانتقالي ، فيمكن الجلوس مع ولي أمره لكي يضبط سلوكه ، فالمشكلة التي لم يجرؤ البركاني على التصريح بها تكمن عند التحالف الذي جاء بذريعة دعم الشرعية وهو يعمل على هدمها كل يوم .

كيف لمن بقي من البرلمان يعقد جلساته في صنعاء عند الحوثيين ، وكيف يخشى البركاني من الحوثي بعد تسع سنوات من نجدة السعودية في أن يستهدف أي اجتماع للبرلمان في أي مدينة من المدن التي تقع تحت سيطرة التحالف ؟

لقد فجعت بتصريح البركاني ، مثلما فجع به شعبنا ، وليس بعد هذا التصريح إلا أن أعزي مجلس النواب وأعزي نفسي وأدعو لرئاسة المجلس وأعضائه بالسلامة في قادم الأيام التي ستكون عسيرة عليهم وعلى جميع المتورطين بالصمت حيال كل الانتهاكات التي تعرض لها الوطن .

من يدقق النظر في سلوك السعودية والإمارات ، يجدهما مزقتا الوطن وانتهكتا السيادة وحولتا شعبا بكامله إلى شحاتين عند أبواب الأمم المتحدة والسفارات ، وكل يوم يصنعوا لنا مليشيا ، ليس لديها قضية وطنية عادلة ولا تبحث عن الديمقراطية والكرامة ، بل من أجل الانفصال ، ولو كان قادة هذه المليشيات في السعودية أو الإمارات ، لتم نشرهم بالمناشير وغيبوا تحت الأرض .

وما يدهشني أكثر ، هو موقف قيادات حزب الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي والناصري وصمتهم تجاه ما يجري وكأنهم جميعا فقدوا الإحساس بما يجري ، ولا أدري كيف يستطيعون ممارسة حياتهم بشكل طبيعي ، ولماذا يصرون على البقاء في رئاسة أحزابهم وهم يرون الوطن ينتهك والكرامة تهان ؟

ويدهشني أكثر صمت النخب السياسية والثقافية على حكومة معين البائسة المعلولة التي سرقت المليارات من ثروة البلد ورهنت الوطن كله للمحتل وجعلت اليمنيين يموتون كل يوم بالجملة على قارعة الطريق وبجانب براميل القمامة ، فأي عملية سياسية هذه التي نقنع أنفسنا بإصلاحها ونحن نرى عراب العملية هو السفير السعودي محمد آل جابر العامل المشترك بين السعودية والإمارات ، أعرف أنني قد أدفع ثمن عدم التزامي بعدم بالكتابة ، لكنني لم أستطع السكوت عما يجري .

تعليقات