منبر حر لكل اليمنيين

من ذكرياتي مع “الدكتاتور” علي عبدالله صالح

بقلم : فيصل الشبيبي

384

من ذكرياتي مع “الدكتاتور” علي عبدالله صالح. (1)

بقلم : فيصل الشبيبي

بعد أيام من حادثة تعرّض منزل رئيس الوزراء الأسبق الأستاذ محمد سالم با سندوة لإطلاق نار، في 2014 ، كنت في منزل الزعيم رحمه الله، فإذا بأحد موظفي سكرتاريته يطلب منه الرد على الهاتف الأرضي في حديقة المنزل، وذكر له أن المتصل هو محمد سالم، فتبعت الزعيم، لأعرف حقيقة هذا ” الدكتاتور” وكيف يتعامل مع خصومه!!؟؟
رد عليه الزعيم : أهلاً يا محمد.
كيف حالك؟
سلامات.
علمت انك تعرضت لإطلاق نار ، قبل أيام.
إذا تحتاج من حراستي سوف أرسل لك العدد الذي تريد، نحن حق العادة، لا تقلق.
وعرفت من خلال كلام الزعيم أن الأستاذ با سندوة، طلب منه إبلاغ الشيخ يحيى الراعي رئيس مجلس النواب، والدكتور صالح السنباني، بخصوص الوساطة في قضية القتل التي حصلت في معهد (إكسيد).
فكرر عليه الزعيم العرض بإرسال جنود من حراسته لحمايته، وباسندوة يشكره، وبعد إغلاق سماعة الهاتف، قلت للزعيم مُستغرباً : هذا با سندوة يا فندم؟
قال : أيوة، ليش؟
قلت : الله يحفظك، واتبعتها بابتسامة خفيفة.
قال : إحنا حق العادة، ما نتغير نهائياً، مهما حصل، والأخ محمد، جمعتني به عقود من العمل، وهو شخص طيب، ولو اختلفنا، كل شي في بابه،، وذكر بعض المواقف مع با سندوة التي اعتقد، أن هذا، ليس مقام ذكرها.

من ذكرياتي مع “الدكتاتور” علي عبدالله صالح. (2)

وأنا أرى، أتباع توكل وحميد الأحمر وهم يتحمَّسون للاحتفال بنثرتهم التي جلبت الويل والدمار لليمن منذ سبع سنوات، تذكّرتُ موقفاً للزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله، على صلة بما يجري، وسأنقل لكم الموقف كما حصل، وإن كنتم تعرفون الفرق الشاسع بين الزعيم، وخصومه..

بعد تفجير منزل أولاد الشيخ الأحمر في منطقة الخمري بيومين أو ثلاثة مطلع فبراير 2014 ، ذهبت إلى منزل الزعيم رحمه الله، في عمل آخر، وقبل أن أصل للسلام عليه، ناداني الشيخ سلطان البركاني، وقال : (يا فيصل، لي يومين ما تابعت أخبار القناة، كيف بتتعاطوا مع موضوع أولاد الشيخ الأحمر؟؟)
فقاطعه الزعيم رحمه الله، قبل أن أرد على سؤاله، ووجه الكلام لي : (يا فيصل أنتم قناة اليمن اليوم وليس قناة سهيل، ليس من أخلاقنا أن نشمت أو نتشفّى بأحد).
فقلت له : ( يا فندم لم نتناول أخبارهم نهائياً حتى الآن، وازيدك من الشعر بيت، نحن إذا خاصمنا، نخاصم خصومة رجال ).
فقال : ( هذا الذي نريد، ضروري تترفعوا عن هذه الأشياء، ولا تتناولها نهائياً).

وكان حينها الشيخ توفيق صالح عفاش حاضراً، ونشر الخبر على صفحته، بأن الزعيم يوجه قناة اليمن اليوم بعدم تناول الأخبار التي تتطرق إلى تفجير منزل الشيخ عبدالله..

من ذكرياتي مع “الدكتاتور” علي عبدالله صالح. (3)

في 22 مايو 2014، توافد المئات من المسؤولين والمواطنين، للسلام على الزعيم رحمه الله، في منزله، بمناسبة عيد الوحدة، فجاء الشاعر أبو الحجاج، وألقى أمام الزعيم، قصيدته الشهيرة (سلام الله على عفّاش).
وكان من بين الأبيات التي ألقاها (وبا هادي وبا سندوة) إلخ.

وعند إكمال الشاعر لقصيدته، دعاني الزعيم، وقال : ( فيصل هناك بيت في القصيدة، ذكر فيه هادي، شيلوه (منتجوه)، فاعترض البعض، وقالوا : ( الأمر طبيعي جداً، الشاعر لم يسئ، هو ذكره بالإسم فقط) .
فقال الزعيم : ( ولو، هذا رئيس دولة، ونحن رجال دولة، وعلينا احترامه، مهما كان) ..

وأصرَّ عليَّ – رحمه الله – بأن أحذفها في المونتاج، وهو ما كان..

علماً أنه وجهنا بعد تسليم السلطة، بأن تكون أخبار رئيس الدولة قبل أي خبر متعلق به، أو بالمؤتمر الشعبي العام، رغم أن القناة، خاصة، وله الحق برسم سياستها كما يريد.
وكم، وكم من المواقف المشابهة، مع جميع الأطراف السياسية على الساحة..

رحمك الله يا صاحب أكبر قلب عرفته في حياتي..

تعليقات