منبر حر لكل اليمنيين

يَومًا أُغَنِّيْ، وَيَومًا أَكتُبُ: انتَظِرُوا

29

يَومًا أُغَنِّيْ، وَيَومًا أَكتُبُ: انتَظِرُوا
حَتَّى أَعُودَ إِلَى قَلبِي وَأَعتَذِرُ

وَسَاعَةً أَتَمَشَّى فِي الظَّلامِ هَوًى
وَسَاعَةً بِالضُّحَى أَهوِيْ، وَأَنكَسِرُ

وَلَحظَةً أَتَمَاهَى فِي المَدَى مَطَرًا
وَلَحظَةً أَتَمَنَّى أَنَّنِي حَجَرُ

مَنَاسِكٌ هَذِهِ، أَمْ ضَربُ أَمثِلَةٍ
لِلرَّاحِلِينَ!!.. وَهَلْ عَنْ رَحلِهِمْ خَبَرُ?!

كَانُوا هُنَا يَصنَعُونَ المُستَحِيلَ، إِلَى
أَنْ أَبطَلَ المُستَحِيلَ الوَاقِعُ الخَطِرُ

صَمتٌ عَمِيقٌ، وَآمَالٌ مُهَكَّرَةٌ
عَدُوُّ هَذَا الزَّمَانِ: الكُودُ وَالهَكَرُ

تَقضِي عَلَى الرُّوحِ تِكنُولُوجِيَا لُغَةٍ
إِلِكترُونِيَّةٍ.. فِي الحَربِ تَنتَصِرُ

وَلَمْ يَزَلْ حَارِسُ التَّارِيخِ مُنشَغِلاً
بِفِكرَةٍ مِنْ قَدِيمِ الدَّهرِ تَختَمِيرُ

وَكُلَّمَا قُلتُ فِي نَفسِي: مَضَى زَمَنٌ
تَجَمَّعَتْ فَوقَ رَأسِ اللَّحظَةِ العِبَرُ

وَلَوَّحَتْ لِيْ مَحَطَّاتٌ بِهَا قَلَقٌ
مِنْ عُمرِهَا؛ فَتَسَاوَى المَهدُ وَالكِبَرُ

فَلَمْ يَعُد بَينَ أَطلالٍ وَمَملَكَةٍ
فَرقٌ.. وَلا لِبَعِيدَاتِ الخُطَى أَثَرُ

حَتَّى المَكَانُ، تَخَلَّى عَنْ مَكَانَتِهِ
هَذَي الفَرَاغَاتُ مِنْ أَسمَائِهَا: البَشَرُ

حَالاتُ طَقسِ البَرَايَا، لا تُنَاسِبُنِيْ
وَبِاسمِ مُعْتَقَدَاتِي يَنطِقُ القَدَرُ

يَا رَافِعًا لِيَقِينِ المَاءِ قُبَّعَةً
وَجَالِسًا فِي ضُلُوعِ الرَّملِ يَحتَضِرُ

وَمُمعِنًا فِي جُنُونِ الوَقتِ، مُرتَبِكًا
مِنَ المَوَاعِيدِ، وَالآمَادُ تَنصَهِرُ

حُزنِي يُرَقِّعُ جُوعَ المُؤمِنِينَ، بِمَا
لا يَشتَهِي طَعمَهُ الرُّوحِيَّ، مَنْ كَفَرُوا

وَصُورَتِي عَنْ عُيُونِ النَّارِ غَائِبَةٌ
وَقَدْ تَذُوبُ، بِنَارِ الأَعيُنِ، الصُّوَرُ

فَكَيفَ يَا قَارِئَ الأَروَاحِ تَقرَأُنِيْ
إِذَا تُرَتِّلُنِي الآيَاتُ وَالسُّوَرُ!!

جَوَارِحِي صَلَوَاتٌ، لا غُبَارَ عَلَى
أَنفَاسِهَا، وَدُمُوعِي لِلهَوَى شَجَرُ

تَطِيرُ حَولِيْ مَجَرَّاتُ الحَنِينِ إِلَى
سِرِّ الخُلُودِ.. وَفِيَّ الكَونُ مُختَصَرُ

تعليقات