عودة الشاعر
عدتُ يا صنعاءُ والشاعرُ لا يعرف من أين يعودُ
ذاهبٌ في مُطْلَق الأشياءِ كالمعنى بعيدُ
واقفٌ في بيتهِ.. في مركز الفكرة، أو في حافة الدنيا، وحيدُ
كنت أجتازُ إلى بيتيَ في شملان أشواقي وعن نفسي أذودُ
قلقَ الشاعر أن ينبتَ للمنزل في غيبته عشبٌ حقودُ
قلق الشاعر أن يبدو على الأشياء في منزله وهي رقودُ
كان ما يقلقه أن يوقظ الأشياء من هجعتها.. يدهمه هذا الوجودُ
حين ينسى أنه من حط هذا القلمَ الغافي على مكتبه.. النوتةَ والدُّرج وقد أغلقه إلا قليلا
وكتابا بينه عودٌ من القاتِ
انتظارا للذي غاب ولم يرجع
وفي الشرفة سطلا بينه يهتز عودُ
هو ما ظل من النبتة لما خلعت أوراقها للعطش الغابر
والماء بعيدُ
عدت يا صنعا كما عادت إلى البيداء بيدُ
لم أعد أصلح للمنفى ولا للوطن الميْت أفيدُ
كانت الساعة ليلا ربما لم يلمح الباب شعوري،
ربما بيتي مثلي لم يعد يعرف من أين إلى سكانه الآن يعودُ
ربما لم تكتشف نفسي أنا من نفسها ماذا تريدُ
صدأٌ ينخر بابَ البيت واللمباتُ سودُ
وغبارٌ صادق الأرففَ لكن مثله أو قد يزيدُ
كان ما بيني وأفكاريَ والناسِ وصنعاءَ يسودُ
صنعاء