ما زحزحتني عن سناكِ شواغلُ
ما زحزحتني عن سناكِ شواغلُ
كلا ولا أنْستْ هوايَ هوائلُ
بل صِرتُ أَسرعَ في الدروبِ لعلّها
تنزاحُ من دربِ الوصالِ مراحلُ
(شغَفَتْهُ وامتلكتْ جميعَ حواسِهِ،
أنْستْهُ قامتَهُ).. يقولُ القائلُ
بل قامتي تزدادُ طولاً كلما
أمسى الفؤادُ لمقلتيكِ يحاولُ
الناسُ أعجَزُ عن بلوغ معارجي
وستعلمُ الدنيا بأنيَ واصلُ
والبعضُ يَظلِمُ بالظنونِ لواعجي
ونسوا بأني في المفاخرِ “عادلُ”
هي دُرَّةٌ مكنونةٌ في خافقي
وأنا لِصَوْنِ الدُّرِّ شهمٌ فاضلُ
تتتابعُ الأيامُ لا وهَجٌ بها
إنْ لم أكنْ للنازلاتِ أُنازِلُ
ويخالُ جيشُ الليلِ أن زُحوفَهُ
قد أطبَقتْ، إنْ ظنّ أنيَ غافلُ
إني لبالمرصادِ أرصدُ كيْدَهُ
ومسلَّحاً بالصدقِ، وحديَ حائلُ
هي قوةُ الحبِّ التي في أضلعي
وتطيرُ بي لذُرى النجومِ فضائلُ
ولكَمْ نصحتُ القومَ قبلَ مُصيبةٍ
فاستغربوا وتضاحكوا وتجاهلوا
حتى إذا حلَّتْ، غضضْتُ الطرفَ عن
عتَبي لهم، وسَوادُهم مُتخاذلُ
ولكَمْ كتمتُ على الرفاقِ متاعبي
والقلبُ فيهِ من الهمومِ حمائلُ
إني لَمُنجِدُهم وشاحِذُ عزمِهم
وطليعُهم، والأوّلُ المُتنازلُ
يا ضاربَ الأمثالِ لستُ بحاجةٍ
لسياقِها، فأنا المثالُ الماثلُ
صنعاءُ تُخبِرُ عن سديدِ مواقفي
ولسوف تُخبركَ الرياضُ وبابلُ
ولئن صبوْتُ لمُقْلتينِ فعُروَتي
وُثْقَى، ودأبي للعُلا متواصلُ
العشقُ في طبْعِ الفوارسِ حافزٌ
والنومُ عن سحرِ الحواجبِ قاتلُ
وأنا الذي ما غبتُ ساعةَ عُسرةٍ
ولطالما دلَّتْ عليَّ دلائلُ
١٤ يوليو ٢٠٢٣