منبر حر لكل اليمنيين

هاشم علي

29

في المرسمِ
كان خيالُ الفنانِ
وكان الورقُ الأبيضُ
والفرشاةُ
وكان اللونْ
أوسع من كونْ
***
الفرشاةُ
تعانقُ كلَّ الألوانِ
وتستلقي فوق اللوحةِ
كي تنجبَ عالمها الزاهي
وتضمَ الروعةَ والدهشةَ
داخلَ بروازْ
***
فنانُ مدينتنا
“هاشمُ”
بعيونه كنا ننظرُ كلَّ الأشياءِ
نساءَ مدينتنا
ومشاقرهن
الفلاحَ
الراعي
الصيادَ
الدرويشَ
وبائعةَ الخوخْ
***
كنا ندخلُ بعوالم شتى
تبهرنا
تجعلنا نتجلى من فرطِ المتعةِ
إذ نبصرُ في ظلِّ اللوحةِ
سراً مدفوناً
يظهرُ حين نحدِّقُ فيه
***
حين نرى روحَ الفنانِ
بعمقِ اللوحةِ
يسكنُ فيها
ندركُ كم كنا محظوظينَ
لأنَّ مدينتنا أهدتنا في أزمنةِ العتمةِ “هاشمْ”.

فخر..

* من ديوان “كتاب تعز”
* رسم : شهاب المقرمي

تعليقات