منبر حر لكل اليمنيين

يخلط السعوديون بين سعد بن عبادة ورشاد العليمي فأنكروا وجود اليمن

28

انتشرت مقاطع مصورة كثيرة خلال الفترة الماضية لسعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي ، يذهبون فيها إلى أن اليمنيين ليسوا أصل العرب ، ولا يوجد بلد اسمه اليمن ولا توجد حضارة يمنية ، وأنا أعذرهم في ذلك ، لأنهم يخلطون بين الأوس والخزرج الذين كانوا مادة الإسلام وخميرته ، الذين نجح بهم محمد في فرض دينه ، وبين المليشيات التي امتهنت نفسها وباعت وطنها واستعبدت نفسها في سبيل إرضاء السعودية .

أعذرهم ، لأنهم يخلطون بين سعد بن عبادة زعيم الخزرج وبين رشاد العليمي زعيم المرتزقة ، يخلطون بين الملكة بلقيس وأروى بنت أحمد وبين جميلة علي رجاء وألفت الدبعي، يخلطون بين امرئ القيس ومعمر الإرياني، بين طارق صالح وعمرو بن معد كرب ، يخلطون بين ذو الكلاع الحميري الذي قاد قبيلته في جيش أبو بكر الصديق لنشر الإسلام وبين عيدروس الزبيدي الذي يقود الانتقالي للارتزاق الرخيص .

أعذرهم لأنهم في نجد لم يدخلوا الإسلام وبطريقة مشوهة إلا في القرن الثامن عشر على يد محمد عبد الوهاب الذي يريد محمد بن سلمان محو كل آثاره باعتباره خلف فكرا متطرفا ، ظل أصحاب نجد يعبدون الأشجار والأحجار والقبور إلى مجيئ محمد بن عبدالوهاب وكانوا يتبركون بالقبور ويذبحون لها النذور ويطعمون الجن ترضية لهم ولم يكونوا يعرفون قراءة القرآن .

أعذرهم لأن هؤلاء هم أحفاد قريش التي دخلت الإسلام بمقابل مادي وسموا بالمؤلفة قلوبهم وهم أحفاد الطائف الذين أرسلوا سفهاؤهم يرمون محمدا بالحجارة حتى أدموه وهم أحفاد أولئك الذين كانوا يتقاسمون الغنائم يوم حنين ويبحثون عن الهيمنة في سقيفة بني ساعدة .

من أين سيعرف هؤلاء أن الرسول لم يجد من يحميه سوى اليمنيين وأن جيوش الإسلام كانت أغلبها من اليمنيين الذين وصلوا إلى مشارف فرنسا ، فهم يخلطون بين عبد الرحمن الغافقي صاحب معركة بلاط الشهداء وعبد الرحمن المحرمي ، وهم بالتأكيد لا يفقهون قول البراء للرسول حينما طلب من الأوس والخزرج الحماية ، قال له البراء : نحن أهل حرب وأهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر .

لن يشهد من يدخل المساجد بقوة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمن كان مؤسسا ونصيرا للإسلام ، ولن يشهد من انتقل من هيئة الأمر بالمعروف إلى هيئة الترفيه لمن كان مادة الإسلام وخميرته ، هؤلاء إذا أنكروا وجود اليمنيين وحضارتهم ، فقد سبقهم أجدادهم الذين وهبهم سعد بن عبادة أمواله وحماهم في يثرب ، فما كان جزاؤه إلا أن لاحقوه إلى الشام وقتلوه هناك واتهموا الجن بقتله .

يحق لهؤلاء أن يستخفوا باليمنيين ، حينما يرون أمامهم أمثال عبد الملك المخلافي ومحمد الغيثي وطارق صالح ومعين عبد الملك والعليمي والبحسني والعرادة وعثمان مجلي وغيرهم من الأسماء التي سلمت قرار اليمنيين لمن لا يقدر قيمتهم ولا يدرك حجم غضبهم إذا غضبوا ، أو الذين التزموا الحياد كما يقولون ” مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا “.

ما يمكن أن نستفيده اليوم ، أن قريشا حينما استولت على الحكم بعد موت النبي لم يكن عن قوة ، بل بسبب تشرذم الأغلبية ، وهو ما يتكرر اليوم في اليمن من تشرذم اليمنيين وطغيان الأقلية المتطرفة باسم الدين ، الذي لولا الأوس والخزرج لما كان هناك دين ، فالذي يستحق السيادة إن كان هناك سيادة لأحد ، فهي لمن ولد من صلب من ضحى بماله ونفسه وتخلى عن مغانم الدنيا وليس لمن أراق دماء المسلمين بحثا عن السلطة والمال .
اللهم إن رشاد العليمي ومعين عبد الملك منكرا فأزله يا الله !.

تعليقات