الكتابة والطريق..
أحب الكتابة لكني أمشي في الشارع
دون أن أهتم لسقوط محفظتي
لأني لا أملك أية محفظة.
أعشق العودة إلى المنزل
لأني عشت عشرين عامًا، أو يزيد
أفتّشُ عن الأبواب
وأدقّها بجميع جراحي
غالبًا في الليل
لكن كل يوم
كي أنامَ سويعاتٍ عند صديق
أو زميل.
لم أملك مفتاحًا إلّا في الثلاثين من عمري الضائع.
قد أكون مُفلِسًا
وآخذ من أي صديق
أو مجنون،
لا مشكلة.
احب الكتابة جدًّا
وليس يهمني مَن أصدر روايةً اليومَ
وَمن كتب الآن ديوانًا جديدًا
وماذا كتب فلان عن فلان..
أنا أكتب وحسب
وأسخر من كل شي حتى من أقدامي.
جيوبي الأنفية ممتلئة بالهواء النقي
وهذا كافٍ لأنْ أُحِبَّ العالَم بلا شروط
وأشكُرَ لحظاتٍ سعيدة من حياتي.
في طفولتي عشت في عدَن
مع أمي،
وفي العطلة الصيفية كنتُ أذهب إلى صنعاء
للعيش مع أبي.
من السهل التلاعب بالكلمات، وكتابة ألف حرف وسطر، لكني أحب الكتابة حقًّا
لذا أستطيع أن قول كل شي بسطرين!
أحب الكتابة وربما لا أكتب شيئًا
فقط أكتفي بالسؤال عن صديق حزين..
وأحيانًا أفكر بالمحبة
كأنها هي وسادتي،
أو أشحن رصيدًا من العدَم
كي أتصلَ لكل أصدقائي
حتى الموتى منهم.
وأحيانًا أصير قلبَ ماجد سلطان
وتمرُّدَ منصور هائل..
وأحيانًا أَكُوْنُ رسالةَ اطمئنان عن حال سامي غالب.
في الطريق، ألهثُ وحدي، وأخيط للبحر ملابسه
كلما قال الجمهورُ إن فلانًا أهمُّ كاتب!
واحيانا أرتدي البحرَ في ابتسامةِ الفقراء
أو أكتبُ عن طفولتي
وأختبئ فيها من الكراهية الرائجة في السوق.
وأحيانا أحب كلمة أحيانًا
لأنها تمنحني الحرية
أو هكذا أظن.
أحب الكتابة لا من أجل شراء سيارة
وفتح رصيد في البنك
أحبها لأنها بريئة مثلي.
يقاطعني أيّاد دَمّاج وآخرون:
متى ستصدر ديوانك الأول؟
فأبكي من الفرح،
أو أضحك عليهم!
#جلوسا_على_العين_أو_وقوفا