منبر حر لكل اليمنيين

إب.. 30 قسم شرطة قيد الإنشاء وتغييرات أمنية واسعة لا مرونة بعد جنازة “المكحل”

تقارير خاصة

27

أفادت مصادر خاصة من محافظة إب لموقع “يمن المستقبل” أن هناك ترتيبات واسعة من قبل مليشيا الحوثي المدعومة من نظام طهران تجري داخل المحافظة منذ تصفية الشهيد (عبد الرزاق المكحل)، حتى جنازته التي أرعبت القيادات الحوثية، لتعْقبها العديد من الاعتقالات التي طالت أقرباء وناشطين وحتى محايدين ما يزالون في المعتقلات حتى اليوم منهم علي القاضي السياغي.

وذكرت المصادر أن الرسائل التي تتوالى من قبل ذراع إيران داخل المحافظة، لم تتوقف يوما واحدً، سواء من العروضات العسكرية لمئات الأفراد الذي قدموا من ذمار ومحافظات أخرى مشيًا على الأقدام إلى هبوط طائرة مروحية في ساحة الجامعة واستعراض عدد من المسيرات أو انتشار مجاميع مسلحة في الأزقة والشوارع من وقت لآخر.

من جهتها كانت هناك عدد من التغييرات في الأجهزة الأمنية، حيث أكد المصدر أنه وعقب الجنازة شعرت المليشيا بالخوف الشديد ما دفعها إلى تغيير في جهاز الأمن السياسي والأمن العام ومدراء أقسام الشرطة، بحيث تم استقدام أسماء معروف عنها بالشدة، ولديها سوابق أمنية من تجاوزات وقتل وانتهاكات.

استحداثات لعدد من أقسام الشرطة

في ذات السياق أفاد المصدر بأن هناك تحركات متسارعة في اطار المحافظة بشكل عام والمدينة بشكل خاص، الهدف منها القبضة الأمنية الشديدة خوفا من أي تمرد، خاصة وأن هناك تذمر واسع لدى الناس في وسائل المواصلات والشوارع وارتفاع بعض الأصوات، نتيجة الأوضاع المزرية والفقر ونقص الخدمات ونهب الأراضي والايردات.

مؤكدًا بأن المليشيا بصدد انشاء ما يقارب (30 قسم شرطة)، سيتم توزيعها على المحافظة وسيتركز معظمها في المدينة ومحيط المدينة، وهو ما سيشكل عبء كبير وضغط على المواطنين وتحركاتهم حيث سيجدون أنفسهم محاصرين بين النقاط الأمنية المنتشرة في كل مكان وبين أقسام الشرطة المتناثرة في الأحياء والشوارع.

وعن الجرائم اليومية التي تنتهي بسقوط ضحايا نتيجة انتشار السلاح، أفادت المصادر أن هذا أمر طبيعي وأن التركيز هو على الجانب الأمني الخاصة بالسلطة ولا يوجد أي تفاعل فيما يخص الضحايا إلا بما تقتضيه الحاجة، وأن كثير من الحوادث تكون المليشيا طرفا فيها كما يحدث اليوم في مديرية العدين لأسرة الشهاري من قتل وتنكيل واحراق للممتلكات.

وكان خروج الناس بصورة غير مسبوقة صاحبها هتافات غاضبة ضد المليشيا في جنازة الشهيد الشاب عبد الرزاق المكحل، الذي تم تصفيته داخل المعتقل من قبل جهات تتيع الحوثيين، قد أثار حفيظة القيادات العليا، ما دفعها لاتخاذ العديد من الإجراءات، وقيام ما يسمى برئيس المجلس السياسي مهدي المشاط بزيارة المحافظة بشكل سريع وغيره من القيادات.

إلى ذلك فقد تم استدعاء محافظ المحافظة المحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام عبد الواحد صلاح من رحلة علاجية في دولة الهند قبل أن يكمل اجازته المرضية التي قطعها تحت ضغط المليشيا وعاد للمشاركة في الترتيبات رغم عدم شراكته القرارات المتخذة داخل المحافظة ما لم تكن قيادات الحوثي هي الفاعلة فيها.

تغييرات ستطال حتى المحافظ

المصادر أكدت نية ذراع إيران الحوثية تغيير محافظ المحافظة الحالي صلاح، وأن المسالة مسألة وقت لا أكثر، رغم أنه قدم لهم خدمات جليلة وكثيرة طيلة الفترة الماضية، غير أن المليشيا تريد شخصا أكثرا ولاء كونها لا تثق بأي قيادي من خارج الدائرة، كما فعلت مع المنصوب رئيس جامعة إب الذي سهل لها أمور كثيرة منها السكوت عن نهب الجامعة والمبالغ التي كانت في الخزينة من عملة محلية وعملة صعبة، إضافة إلى عدم اعتراض أي قرار يخص الطلاب من رسوم وفعاليات، وحتى المظهر الخارجي الذي يتحكم به مجموعة من اتحاد الطلاب الحوثيين.

وتشير المصادر إلى أن هناك تغييرات يومية تتم في عدد من المرافق الحكومية، منها القضاء والزكانة والواجبات وصندوق النظافة وأقسام الشرطة وجهاز المخابرات والأمن السياسي وهيئة الأرضي.

يأتي هذا في الوقت الذي يشعر أبناء المحافظة بالضيم من تعيينات مسؤولين من خارج المحافظة، أو مواليين بدرجة أولى، واقصاء الكوادر المؤهلة، إضافة إلى نهب الموارد والمقدرات بشكل يومي دون انعكاس ذلك على التنمية داخل المحافظة، وفرضا اتاوات وجبايات اضافية بما فيها أضاحي العيد، وجعل دعم جبهات القتال مبرر لكل هذا العبث.

ارتفاع الجريمة

وأكدت المصادر أن كل التغيرات التي تحدث منذ سيطرة المليشيا على محافظة إب، تصب في اطار الجانب الأمني الخاص بها، إذ لا علاقة لها بالمواطنين، حيث تشير التقارير إلى أن إب صارت منذ سنوات من أكثر المحافظات في وقوع الجريمة بمعدلات مخيفة، ناهيك عن الظواهر الأخرى من انتشار السرقات في الشوارع وظاهرة الانتحار، وانتشار السوق السوداء التي تغذيها بعض القيادات والنافذين في المحافظة.

كما تقوم المليشيا بنشر جواسيس لرفع التقارير ونشرهم بين المواطنين والناشطين، ومحاولة افتعال مشاكل لجس النبض كما فعلت مع عدد من الشباب الذي خرج في الجنازة وحاول التعبير عن غضبه ورأيه بما فيهم علي القاضي السياغي.

وحذر المصدر من توجه الحوثيين وشعورهم بأن المحافظة قد تخرج عن السيطرة، ما يجعلهم يعززونها بكل أدوات القمع، والتي سبقها اعتقال مجموعة من أبناء إب من الشباب وغيرهم، واغلاق مدارس أهلية وتحفيظ قران ومساجد، وتغيير خطباء وأئمة، ونهب مخطوطات وآثار، واهمال الأماكن والمدن التاريخية، الهدف منه طمس كل المعالم وعمل تغييرات جذرية دون الالتفات لآراء الناس واستيائهم من كل تلك الأوضاع والتصرفات.

تعليقات