وتسألني “صنعا”: بماذا تُفَكِّـرُ؟!
وتسألني “صنعا”: بماذا تُفَكِّـرُ؟!
بقلبِكَ أم قلبي الذي ليس يَشعرُ؟
بحالِكَ أم حالي الذي حال بيننا؟!
بليلِكَ أم صُبحي الذي ليس يُسْفرُ؟
بحربِكَ أم حربي ونحنُ أحبّةٌ؟!
ولكنْ هدايانا الرّصاصُ المُعَطَّرُ
تفكّرُ في ماذا؟! وفيكَ سحائبٌ
من الحُزنِ تخفى تارةً ثُمّ تظهرُ
تفكّرُ في ماذا؟ وفيك شواطئٌ
من الشوقِ في أعماقِ رُوحِكَ تزفرُ
تفكّرُ في ماذا؟ وفيك خناجرٌ
تُضَمِّدُ ما فيها وجرحُكَ يقطرُ
تفكّرُ في ماذا؟ وأنت محاصرٌ
وحولكَ أسرابُ المنايا تُعسكرُ
تفكّرُ في ماذا؟ وأنت مُشرّدٌ
وفوقكَ أكوانُ الأسى تتمحورُ
أُفكّرُ يا صنعاءُ في كلّ ليلةٍ
بحُزنِكِ طفلٌ في عيونيَ يسهرُ
أفكّرُ يا صنعاءُ في كلّ قُبلةٍ
تمرُّ ببالِ العاشقينِ فأسكرُ
أفكّرُ يا صنعاءُ في كلّ دمعةٍ
سيجرحُها منديلُها المُتحجّرُ
أفكّرُ يا صنعاء في كل طعنةٍ
سينبتُ منها كالأظافرِ خنجرُ
أفكّرُ يا صنعاء في كل لحظةٍ
نراقبُ فيها الموتَ إذ يتنكّرُ
أفكّرُ يا صنعاء في كل أسرةٍ
ستفقدُ طفلاً آخراً حين يَكبَرُ
أفكّرُ في الحربِ التي طال باعُها
ولكنّها من هامةِ الشّعبِ أقصرُ
أفكّرُ في الحبِّ الذي جفَّ نبعُهُ
فما عادَ يروينا ولا عاد يُزهرُ
أفكّرُ في الشّوقِ الذي لا نطيقهُ
وفي القلقِ الهادي الذي لا يُفسَّرُ
أفكّرُ في الماضي وفي كل موعدٍ
وفي خوفِنا المخفيِّ إذ نتأخّرُ
أفكّرُ في الذِّكرى تجيئُ كغيمةٍ
فتُوقدُ فينا نارَها حين تُمطرُ
أفكّرُ في المحبوبِ في بردِ نومهِ
وفي جمرةِ المُشتاقِ إذ يتحسّرُ
أفكّرُ في النِّسيانِ أذكرُ أنّني
نسيتُ وأنسى كلّما أتذكّرُ
أفكّرُ في الإنسانِ يقتلُ نفسَهُ
ويجهلُ أنّ العُمرَ لا يتكرّرُ
أفكّرُ في الدُّنيا تُغيّرُ جِلْدَها
وتجلدُني الدنيا ولاااا أتغيّرُ
أفكّرُ في هذي البلادِ قصيدةً
أمدُّ خيالي نحوها وهي تنفُرُ
أفكّرُ يا صنعااااءُ فيكِ وإنّني
بغيركِ حتى الموتِ لستُ أفكّرُ