الأحزاب السياسية اليمنية (المعارضة) والانتخابات
الأحزاب السياسية اليمنية (المعارضة) التي رفضت الذهاب الى صناديق الاقتراع ثلاث مرات: عام 2007، و2009، و2011، رافعة حجتين: أحياناً؛ اصلاح السجل الانتخابي، وأحياناً اصلاح النظام السياسي.
في المرة الثالثة انتقلت الى مربع جديد ورفعت شعارها العريض: اسقاط النظام!
يومها رفضت دعوة الرئيس صالح اجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة لإجراء انتقال سلمي للسلطة، فأجبرته الجماهير و عوامل أخرى على تسليم السلطة الى رئيس انتقالي توافقي جديد مدته سنتين.
هذه القوى نفسها، بعد الاطاحة بـ”صالح”، تصرفت للتو كقوة منتصرة وأخذت تعرّف الديمقراطية والدولة والسياسة على طريقتها وتطبق التبادل السلمي للسلطة الذي لا شبيه له: نظمت انتخابات رئاسية نزيهة فوراً وخاضت غمار المنافسة بمرشح وحيد (نهار 6 فبراير 2012)، وفي اليوم التالي كانت تصفي حساباتها مع الدولة: ثورة المؤسسات!
يومها تعهد “هادي” وهو يتسلم العلم من الرئيس “صالح”، بالوقوف في هذا المكان نفسه بعد عامين وتسليم “العلم” الى رئيس جديد.
ما الذي جرى؟!
وجاء الموعد المحدد ، بعد سنتين (6 فبراير 2014) انتهت الفترة الرئاسية التوافقية للرئيس هادي، فرفضت كل هذه القوى بحث أي صيغ توافقية جديدة ناهيك عن الانتخابات كفكرة ووسيلة ومبدأ!
هي نفسها التي رفضت قبل 2011، (وهي في مربع المعارضة) الذهاب للانتخابات بذريعة تصحيح “السجل”، ثم ذهبت (وهي في مربع التوافق) لانتخاب مرشحاً وحيداً للرئاسة في فبراير 2012، ورفضت بالمطلق بعد عامين (في 2014) كل طرق الحلول: الحل بالتوافق ، بالانتخابات ، بالذهاب الى البرلمان كمخرج طوارئ دستوري بديل!
هذه القوى ، نفسها التي كانت تقول في زمن صالح : لا يوجد دولة، هي نفسها التي تحارب اليوم بزعم استعادة الدولة!
السؤال : ماهي الدولة يا هذه القوى؟!