منبر حر لكل اليمنيين

بين عبودية الشيخ وعبودية السيد لمن تكون الغلبة ؟

26

قبل أيام اجتمعت قبيلة حاشد لتنصيب حمير الأحمر شيخا على مشايخها وها هي اليوم تجتمع للإطاحة به وتنصيب أمين عاطف بديلا عنه، يتسابقون على إضافة لقب شيخ قبل أسمائهم وهم غير قادرين على حماية هذا اللقب من الحوثي الذي أهان المشايخ ونكل بهم، خلال التسع السنوات الماضية أقدمت عصابة الحوثي على قتل ليس فقط من وقف في وجهها، بل الذين تعاونوا معها وسحلتهم في حوادث متفرقة لا تزال تفاصيل بعضها طي الكتمان وفجرت منازل العديد منهم.

ليس للحوثي قيمة دون دعم وإسناد مشايخ القبائل الذين لم يقدم لهم الحوثي سوى الموت وتجريدهم من ألقابهم ومكانتهم الاجتماعية، ولست أدري لماذا هذا الإصرار على لقب الشيخ الذي لا يختلف عن لقب السيد في استعباد الآخرين، فإذا كان هناك من فارق، فهو في أن الشيخ أصبح عبدا لدى السيد وتخلى عن دوره في أن يكون قوة تحرر وطنية في مواجهة هذه العصابة، التي تستمد قوتها وبقاءها من تطويع الشيخ للقبيلة وجعلها مخزنا تمدها بالمقاتلين.

وإذا كان هؤلاء المتنافسين على لقب الشيخ لا يعرفون بأن هذا اللقب بات في الحضيض وبات وصمة عار على صاحبه، فإننا لا نمانع من تذكيرهم بذلك، فإذا كان المواطن سيختار العبودية، فإنه سيختارها بدون واسطة الشيخ وسيكون عبدا مباشرا لهذه الأرواح الشريرة التي خرجت من ثقوب التاريخ محملة بحقد التاريخ وإرثه المتخلف، فلماذا سيكونون عبيدا لمن هم عبيد؟

أعتقد جازما أننا لسنا بحاجة إلى مشايخ، بقدر ما نحتاج إلى كيان وطني يقود الشارع اليمني في مواجهة هذه العصابة الإرهابية، كيان يتجاوز الألقاب الكاذبة والحزبية المقيدة لحركة أعضائها واعتبار مصلحة الوطن والشعب فوق أي اعتبار أو مصلحة، ولابد من أخذ تجريد حمير الأحمر من قبيلته وحسن الكبوس من تجارته دافعا لحشد الطاقات ودعم الكيان الوطني والمساهمة في تمكينه من الاعتماد على ذاته، كي يكون قادرا على تقويض هذه العصابة التي تتغذى على قبيلة الشيخ ومال التاجر.

الجميع يخطط لمستقبله إلا نحن اليمنيين، نمضي ضمن سياسة ردة الفعل، دون أي تخطيط أو تفكير، فنحن بحاجة إلى صحوة تبدأ من أولئك الذين مازالوا يسبقون أسماءهم بلقب شيخ وهم إما أداة طيعة بيد الحوثي، أو فارون خارج البلاد يرقدون على مئات الملايين من الدولارات ينتظرون من القدر أن يخلصهم من هذه العصابة، نحتاج إلى صحوة شاملة وفاء لتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى والمقموعين، ومن العار على هؤلاء أن يصروا على أنهم مشايخ وفي سجون العصابة ما يربو على ألفي امرأة يمنية، لم يسبق لليمنيين أن زج بالنساء في السجون وامتهان الكرامة والأعراض كما هو في عهد هذه العصابة.

تعليقات