قولوا: آمين
لم يستدل علي بن أبي طالب بالآية: “إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا…” على صحة ولايته، لعلمه أنها لا تخصه وحده، بل تخص كل المؤمنين، ولكنه استدل على صحة ولايته بقوله في رسالة بعث بها إلى معاوية:
“إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه…وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فان اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى”، وهذه رواية نهج البلاغة نفسه.
أولاً: علي هنا يرى صحة إمامة من سبقه من الخلفاء.
ثانياً: علي يرى أن مشروعية إمامته تقوم على الأساس ذاته الذي قامت عليه مشروعية إمامة من سبقه، وهذه المشروعية هي اختيار “المهاجرين والأنصار”، أي اختيار الشعب.
إذن، “الانتخاب الشعبي” لا “الاختيار الإلهي” هو الأساس في مشروعية الإمام أو الرئيس، لأن الله ترك اختيار الحاكم للمحكومين.
الأمور جلية واضحة، ولكن لكل دين كهنة، وهؤلاء السلاليون هم كهنة الإسلام الذين أرادوا اختصار “الرساله” في “السلالة” و”الفكرة” في “الأسرة” و “الانتماء الديني” في “الانتساب الجيني”.
أخزاهم الله…
قولوا: آمين…
بين نور القرآن وظلمات الكُهّان
كلما قلنا للسلاليين إنه لا يجوز لهم ادعاء التميز عن الناس استدلوا بالآية: “إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين”!
أيها الكهنة: نحن لا ننكر أن الله يصطفي ويختار.
نحن نقول إن أساس الاصطفاء الإلهي – في الإسلام – هو التقوى والعمل الصالح وليس الانتساب الجيني.
يقول الله عن أبناء النبي إسرائيل: “وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون”.
شروط الإمامة هي “الصبر واليقين”،وليس الانتماء السلالي للنبي.
الإسلام “الرسالي” يتسع للناس جميعاً، لأنه إسلام “الفكرة”،والإسلام “السلالي” يضيق عن المسلمين أنفسهم،لأنه إسلام “الأسرة”.
**
يحاول السلاليون اختصار “الإسلام الدين” بأبعاده العالمية،لصالح “الإسلام الجين” بحدوده العائلية، وذلك بتحويل التركيز من “الإسلام الشعائري” بمحتواه الروحي والأخلاقي إلى “الإسلام الشعاراتي” بأهدافه المادية والسياسية.
إنه التوظيف النفعي للدين الذي يركز على “محمد الجد” بدل “محمد الرسول”.
**
“الانتخاب الشعبي” لا “الاختيار الإلهي” هو الأساس في مشروعية الإمام أو الرئيس، لأن الله – في الإسلام – ترك اختيار الحاكم للمحكومين.
الأمور واضحة، ولكن لكل دين كهنة، وهؤلاء السلاليون هم كهنة الإسلام الذين أرادوا اختصار “الرساله” في “السلالة” و”الفكرة” في “الأسرة” و “الانتماء الديني” في “الانتساب الجيني”.