المفقودون منذ حروب صعدة
الجريمة الحوثية التي ظهرت مؤخراً في منطقة حرف سفيان عبر العثور على عشر جثث كهياكل عظمية لمواطنين كانت الحوثية قد اختطفتهم اثناء مداهمتها المنطقة في عام 2010 واختطفت عشرة اشخاص وقامت بتصفيتهم ودفنهم في غار او نفق.
ما دلالة هذه الجريمة وكيف ننظر لها ونتعامل معها.
دلالة على غياب جانب حقوقي عن تلك الضحايا ، ولم نتعرف على جانب اجرامي للحوثي إلا بعد ظهور هذه الجثث.
دلالة على ان الحوثية كانت تختطف المواطن وتأسر الجندي وتقوم بتصفيته.
ومثلما هناك مفقودين من المواطنين هناك مفقودين من الجيش في تلك الحرب ، سكت عنهم الجميع إلى اليوم مثلما لا يهمهم استشهاد أكثر من عشرة الف جندي ، أما المواطنين فلا بواكي عليهم.
شخص من منطقتنا في إب اسمه أحمد أمين الشبيبي ، كان ضابطاً مشاركاً في الحرب السادسة بصعدة وتم فقدانه حينها.
بعد الحرب ذهب أخوته إلى صعدة للبحث عنه عدة مرات والتقوا بعدة قيادات حوثية كأبو علي الحاكم وكانوا يمنونهم بالبحث عليه في منطقتهم أو سجونهم وتسليمه لهم واختلسوهم أموالاً طائلة ، وفي النهاية قالوا لهم ان المفقود ليس موجود لديهم.
أثناء تلك الفترة عقدت القيادات الحوثية علاقات مع أخوة المفقود كالشيخ رشاد الشبييي ، وعند وصلوهم إلى إب أواخر عام 2014 ، اتصل أبو علي الحاكم بأخ المفقود الشيخ رشاد الشبيبي وخرج لاستقبالهم ثم جيشوه معهم وقدمت قبيلة المفقود بني شبيب أكثر من مائة قتيل مع الحوثية.
انظروا لخطورة الحوثي ، قاموا بأسر المفقود وتصفيته ، ثم اختلسوا أهله اموالاً طائلة ، ثم عقدوا علاقات مع أخوته وجيشوا قبيلته واستخدموها وجعلوهم يقدموا أكثر من مائة قتيل.
مصير ذلك المفقود هو كمصير مواطني حرف سفيان تم تصفيته ودفنه ، ولكن لم تظهر جثته ومكان دفنها ، فياليت الحوثية يعترفوا اين دفنوا جثته .
قضية المفقودين لم يتم تفعيلها سابقاً ولاحقاً من قبل الجانب الحقوقي مما يدل على نوع من التساهل مع الحوثي ليرتكب الجرائم بحقهم دون مسائلة أو استنكار.
بينما تجد الحوثي يتحدث أن لديه مفقودين ويطالب الشرعية والتحالف بتسليمهم.
المخفيين قسراً هم من تم اختطافهم.
في ساحة المعركة العسكرية هناك أسير حي ويتم تبادل اسرى وهناك قتلى يتم تبادل جثثهم.
ومن أخلاق الحروب أن لا تترك الجثة مرمية ، قم بدفن اتباعك وقم بتسليم جثث اعداءك عبر تبادل جثث.
مشكلة الشرعية وبالذات في جبهات الجوف ومأرب ، أنها كانت تقوم بأخذ جثث القتلى الحوثيين الذين تركهم متعمداً وتذهب لتسجيلهم على أساس أنهم شهداء تبعها ، ويدعي من أخذهم من بعض القيادات أو الأفراد أو رجال القبائل أن هذا أخي استشهد أمام الحوثي من أجل أن يحصل على راتب شهري.
أيضاً مشكلة الشرعية أنها لم تطالب بجنود مفقودين في الحرب.
مثلاً خالد الدعيس ادعت الشرعية انه استشهد في جبل ناصة دمت ، ولم تحصل على جثته ، ولم تطالب بجثته من الحوثي ان كانت لديه ويتم تسليمها عبر تبادل جثث.
هذا الامر بعث الشكوك ، ادعت استشهاده وليس هناك جثة لديها ولا طالبت الحوثي.
كان الاحرى ان تدعي انه اما اسير لدى الحوثي أو جثة أو مفقود.
موقفها يدل على ان هناك مسرحية ، أما ان الرجل ليس شهيد وموجود في منطقة خارج البلد ، أو أنه مفقود لدى الحوثي ولا تريد أن تدعي أنه مفقود من أجل أن لا تحمل الحوثي ملفاً موازي لملفه في المفقودين الذي أرادت من خلاله ان يكون ذو مطالب اكثر ويحمل التحالف وزر المفقودين في الجبهات كبند يختص به هو ، دون ان يكون هناك مفقودين من المناهضين للحوثي.
والأصح ان يكون هناك ملف حقوقي للمفقودين الذين عند الحوثي في الحروب الست وهذه الحرب من مواطنين ومقاتلين بجانب ملف الأسرى والمختطفين والمخفيين وغيرها.