منبر حر لكل اليمنيين

كيف ننقذ الشرعية من عمالة مجلس العليمي وحكومة معين عبد الملك؟

4

تمر الشرعية في أسوأ حالاتها ، خصوصا على المستوى السياسي والدبلوماسي ، أصبح دورها مقتصر على شرعنة ما تقوم به السعودية والإمارات ، اللتان تغولتا في مصادرة القرار اليمني ، بسبب عدم امتلاك سلطة الشرعية مشروعا وطنيا ولا حتى رؤية مستقبلية للحل مع الحوثيين ومناقشة ذلك في المحافل الدولية ، واضحت عاجزة عن استغلال ما تملك من عناصر قوة تمكنها من إجبار السعودية والإمارات على إشراكها في إدارة الصراع ، كونها المعنية والمتأثرة بشكل مباشر بأي تسوية سلام .

أضحت هذه السلطة عاجزة عن تسيير الحياة اليومية لليمنيين ، موانئها مغلقة وطرقها مقفلة ، وغير قادرة على فتحها أو التحكم بها ، بينما موانئ الحوثي مفتوحة والسعودية والإمارات تتفاوض على فتح موانئه ومطاراته وأصبحتا أكثر قربا وانسجاما معه ، بينما تعملا على بناء وتقوية المليشيات وزرعها في رحم الشرعية بطريقة تؤكد استهتار هاتين الدولتين باليمنيين وزيادة معاناتهم في ظل غياب الصوت اليمني عن العالم .

بالتأكيد ، لا تقع المسؤولية على السعودية والإمارات ، فهما يبحثان عن مصالحهما ، سلطة الشرعية هي التي تقع عليها مسؤولية تقويض الشرعية والتخلي عن القرار ، واكتفت بالصراعات الداخلية التي استنفدت قوتها ، وعملت على إفلاسها وعدم قدرتها على التأثير في أي قرار مصيري ، بسبب تعطيل المؤسسات السيادية وتركها لشخصيات كرتونية عديمة الهوية ومنزوعة الوطنية ، فالمتأمل في إدارة وزارة الخارجية والمغتربين وكذلك وزارة الإعلام والثقافة والسياحة وبقية الوزارات الأخرى ، سيدرك حتما بؤس النخب السياسية والفكرية التي استسلمت لهذا الوضع .

الشرعية بقيادة رشاد العليمي والحكومة برئاسة معين عبد الملك وهذا الكم من قادة المليشيات لا يمكنها أن تكون قادرة على إجبار أي من السعودية والإمارات على عدم تجاوزهم ، فهل تنتظروا من صاحب تغريدة : ” فارس في مشيته ، فارس في خطوته ، فارس وهو فارس”أن يمثل الهوية اليمنية ؟ ، استمرار هؤلاء يعد إعداما حقيقيا للشرعية ، وتنكرا للتضحيات الكبيرة التي دفعها شعبنا خلال سنوات الحرب من دمه ولقمة عيشه وتنميته .

استمرار هؤلاء باسم الشرعية ، يجعل عصابة الحوثي تتغلغل في بنية المجتمع وثقافته وتطمس هويته ، هل تتوقعون إحداث تغيير من خلال رشاد العليمي وأعضاء مجلسه ، أو من معين عبد الملك وحكومته ؟ من يراهن على ذلك ، إنما يساعد السعودية والإمارات على مزيد من التقارب مع عصابة الحوثي وتحويلها من جماعة انقلابية إلى حليف .

أدعو النخب السياسية والفكرية التي لم تتلوث بعد بجميع أطيافها وتوجهاتها أن تشكل نفسها في كيان وطني ، يفرض نفسه على المجتمع الإقليمي والدولي لكي يستعيد دور اليمن من خلال الوسائل المتاحة والمتيسرة وإيصال القضية اليمنية إلى المنابر الدولية وتجنيد المدافعين عن حريات الشعوب وحقها في السيادة والكرامة وحشد الجماهير لاستعادة حقوقها المنهوبة والتسلح بالحاضنة الشعبية لإيقاف استنزاف الدولة وتجريف الهوية الوطنية ، إذا كنت تأوي إلى فراشك وتتذكر أن الذي يحكم باسم الشرعية رشاد العليمي ومعين وتغط في النوم ، فاعلم أنك قد فقدت أحاسيسك ومشاعرك وأصبحت كائنا بلا دم .

تعليقات