منبر حر لكل اليمنيين

وداعا دكتور أحمد الأصبحي الفكر والريادة

37

تلقيت بأسى وحزن بالغين نبأ رحيل الأستاذ القدير الدكتور  أحمد محمد الأصبحي الأمين العام المساعد الأسبق للمؤتمر الشعبي العام، وعضو مجلس الشورى، تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جنانه.

سأرجع قليلا إلى الوراء لأعيد واستذكر بعض محطات مع الراحل الكبير فقد كان لي ذكريات معه لا يمكن تخطيها أو نسيانها اثناء رئاستي لاتحاد طلاب اليمن وهو وزيرا للشؤون الاجتماعية وكان صاحب فكرة أن تبدأ الانتخابات الطلابية من المدارس ثم الجامعات ويليها انتخاب القيادة، وكان نعم الداعم للأنشطة الثقافية والسياسية مع زميله الأستاذ الدكتور حسين عبدالله العمري وزير التربية والتعليم حينها أطال الله عمره.

كان الدكتور الأصبحي بمثابة الأخ والأب للجميع  لديه اسلوب شيق في الحديث وكان نعم الوزير الداعم للعديد من الأنشطة ومنها اختيار ضباط التوعية السياسية في
المدارس والجامعات للتوعية بالميثاق الوطني، ثم تشرفت بالعمل معه في دائرة المنظمات الجماهيرية رئيسا لشعبة الطلاب والشباب، فكان هو نعم الأخ والأستاذ الجليل، ونعم الرجل الملهم ترك بصمات لا تمحى في مسيرة المؤتمر ومسيرة البناء والتنمية والبرامج السياسية والثقافية والاجتماعية.

عرف الدكتور الأصبحي أنه مفكر وعالم ويعد من الكفاءات المخلصة والنزيهة خلال كل المواقع والمناصب التي تبوأها،
تصدر المشهد العام باقتدار وحكمة في مختلف المراحل العصيبة سواء عند تأسس حزب المؤتمر الشعبي العام في مطلع الثمانينات أو فيما بعد الوحدة اليمنية عام 1990م.
شاركت معه في العديد من الفعاليات الخارجية وزيارة عدد من الدول وكانت السمة العامة تواضعه وخلقه الجم وثقافته المتنوعة.

اتسمت شخصيته العلمية والسياسية بسمات الرزانة والهدوء والتدبر وكان ذلك ظاهرًا عليه طيلة حياته، لم يكن يخفي شيء ولا يداهن في قضية أو موقف، واضحا ونقيًا في تعاملاته، بارعا في أطروحاته فيما يخص العمل الحزبي أو النضال الوطني من خلال الاتفاقيات الداخلية والخارجية والبرامج الإدارية والمصالحات التي كانت حاضرة في الخلافات والتباينات، ولعل تلك المناصب التي تولاها كانت شاهدا على ذلك وتستطيع أن تصفه خلطة عجيبة متناغمة  من قابليات وقدرات فذة في الفكر والسياسة والثقافة  والإدارة.

لا غرو أن الدكتور الأصبحي يعد من خيرة رجال اليمن ومن أبرز مؤسسي المؤتمر الشعبي العام، مفكرًا وقائدًا ومثقف لامع، وقدوة طيبة في العمل والتواضع، نشيط وحركي وتنظيمي لا تفارق الابتسامة محياه، بشوش دائما ومحب للآخر، صاحب نكته لكنه جدي أكثر، كان خبيرا بسفر التاريخ اليمني والتاريخ عموما، كان موسوعي الفكر والطرح والرؤية ما يدلل على أنه كان صديقا للكِتاب والثقافة والوعي، مطلعا بصفته طبيبا وسياسيا على العديد من الأوجاع التي صاحبت الحياة السياسية والاجتماعية، مدركا نوع المخاطر والتحديات التي تجابه الوطن.

امتاز بالنزاهة وعفة اليد في كل المواقع الحكومية التي تقلدها، فقد شغل مواقع وزاريه مختلفة وادارها بحنكة  وكفاءة ونزاهة ثم عرفه الجميع طبيباً ومثقفاً واسع الاطلاع والمعرفة.

وداعا استاذنا الكبير وقدوة الاجيال فقد عرفتك مناضلا جسورًا وممن ارسو دعائم الدولة المدنية من أجل غد أفضل لليمن التي احببت، واخلصت لقناعاتك ورؤيتك، ولكننا نقول كما قال الشاعر العربي
“نبكي على الدنيا وما من معشر، ،جمعتهم الدنيا ولم يتفرقوا”.
خالص التعازي والمواساة  لجميع افراد أسرته الكريمة  واصدقائه ومحبيه، وهي لكافة قيادات وقواعد المؤتمر في الداخل والخارج، عظم الله أجر الجميع.
إنا لله وإنا اليه راجعون.

تعليقات