منبر حر لكل اليمنيين

مكة تفتح أبوابها للرزامي الذي توعدها وأغلقتها في وجه العقيد سليمان الذي دافع عنها

29

قاد يحيى الرزامي معارك ضارية على الحدود السعودية ، وتوعد بدخول مكة بالبنادق لتحريرها من أسرة آل سعود العميلة على حد قوله وجماعته من الحوثيين ، مقابل ذلك التهديد انطلق العقيد سليمان العمراني ومعه فهد بن عبد العزيز إلى جانب عشرات الآلاف من اليمنيين إلى الحدود السعودية للدفاع عنها وانتظموا في جبهة صعدة يقاتلون بكل بسالة ، كلما توغلوا في مواقع عصابة الحوثي ، أمطرهم الطيران السعودي والإماراتي بوابل من النيران الصديقة ، مع مرور الوقت اكتشفوا أن تلك النيران لم تكن خاطئة ، بقدر ما كانت تقصد قتلهم ومنعهم من إلحاق الهزيمة بالحوثيين .

كان العقيد سليمان ومعه فهد يراقبون استهداف طيران التحالف لوحدات الجيش اليمني اللذان كانا جزءا منه ، ومع ذلك ظلا يؤديان دورهما القتالي معتقدان أنهما يحميان الأرض المقدسة ويحميان بلادهما ، على الرغم مما كانا يلمساه من تعال في التعامل معهما وبقية أفراد الجيش من قبل السعوديين ، لكنهم كانوا يتجاوزون ذلك التعامل معتقدين أنهم يؤدون واجبهم الديني والوطني في مواجهة المشروع الإيراني الذي زعم محمد بن سلمان أنه يواجهه في اليمن .

بعد أن تأكد العقيد سليمان ومعه فهد بن عبد العزيز الذي أسماه أبوه بهذا الاسم تيمنا بالملك فهد ، أن تلك الضربات الجوية تستهدف الجيش اليمني مع سبق الإصرار والترصد ، خاصة تلك الوحدات التي كانت تتواجد على خط التماس مع عصابة الحوثي وتتجنب استهداف أفراد تلك العصابة ، بل يتم معاقبة من لم يقتله الطيران على تقدمه في أرض العدو ويتم تشجيع القادة الذين يسلمون معسكرات بكامل أفرادها وسلاحها لعصابة الحوثي بتعينهم على رأس ألوية أخرى ، هنا قرر العقيد سليمان وفهد أن يغادرا جبهات القتال والعودة إلى اليمن ثم الذهاب إلى مكة لأداء العمرة .

بعد أن حصلا على فيزة العمرة توجها إلى منفذ الوديعة ليكتشفا ما لم يكن في الحسبان ، أنهما ممنوعان من الدخول إلى الأراضي المقدسة مدى العمر ، فوجها رسالة إلى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كنت قد نشرتها في صفحتي هذه بتاريخ ٣ مايو ٢٠٢٠، قالا فيها : بعد ٥ سنوات من الحرب لم يتغير شيئا ، فعصابة الحوثي الإرهابية مازالت في مواقعها والدم اليمني مازال يتدفق ، الذي تغير فقط ، هو أننا أصبحنا غير قادرين على أداء مناسكنا الدينية ، لا لسبب ، سوى أننا فكرنا بكل إخلاص الدفاع عن الأرض المقدسة التي توعدتها عصابة الحوثي الإرهابية بدخولها بالبنادق .

لقد ذكرني أحد الأصدقاء بقصة سليمان وفهد وطلب مني أن أربط بين فتح السلطات السعودية ليحي الرزامي ومعه ثلة من عصابته فناء الكعبة وإخلاء الحجاج منه لكي يسمع العالم منهم تلك الهرطقات المتعلقة بآل البيت ، بعد أن كان مطلوبا للسلطات السعودية مقابل ٥ مليون دولار وإغلاقها في وجه سليمان وفهد اللذان قاتلا دفاعا عنها ولأجلها ، هذه المقارنة تخرس أولئك الذين زعموا بأن السعودية تفتح أبوابها لكل من يريد أداء مناسك الحج بعيدا عن السياسة .

أختم مقالي هذا ، بما ختم سليمان وفهد رسالتهما لمحمد بن سلمان عام ٢٠٢٠، بالقول : ستذوقون وبال حقدكم على اليمن الذي ظل وفيا للأخوة وحاميا للجوار وسوف تدفعون فواتير باهضة الثمن ، فمن المؤسف أنكم بعد هذه السنوات من الحرب مازلتم تمارسون التضييق على اليمنيين وتحاربونهم في لقمة عيشهم مثقلين كواهلهم برسوم الإقامة وتدفعون للحوثيين كل ما يطلبونه منكم وأنتم صاغرون ، تحاربون من وقف إلى جانبكم من منطلق الدين والأخوة وتتركون العدو الذي لن يغيره شيئا أمام استجدائكم منه السلام ، فلن تأخذوا منه شيئا وسيأخذ منكم كل شيء وستقودون الشعب السعودي إلى محرقة الحوثي وأتباعه ممن ينتظمون معه عقديا في الداخل السعودي بعد أن أنفقتم على هذه الحرب الخاسرة مئات المليارات من لقمة عيشه ، وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين .

تعليقات