منتدى سلام اليمن في لاهاي وتقديم اللجوء
في لاهاي بهولندا أقام مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية -للمرة الثانية- مؤتمرًا بعنوان منتدى سلام اليمن، دعوا فيه ناشطيهم وإعلاميهم وسياسييهم ومعارفهم، لمناقشة الحلول الشاملة للحـ ـرب اليمنية بغرض احلال السلام الدائم.. هل تعلمون ماذا حدث بعدها؟! ذهب أكثر من ثلث المشاركين في المؤتمر لتقديم طلبات اللجوء السياسي في هولندا، ذهبوا لينقذوا أنفسهم بعد مؤتمر يقولون عنه لأجل اليمنيين، ثم ماذا؟ لا شيء عدا سؤال أخير وجهه إليهم سياسي أمريكي كان مشاركًا معهم بالمؤتمر حينما سألهم لهم في أخر جلسات المؤتمر قائلًا:
أنتم الآن تناقشون الحل الشامل في اليمن، جئتم من اليمن ومن عدة دول أخرى، لتناقشون الحل الشامل في اليمن، اليس هذا صحيحًا؟! هيا أخبروني ماهي طرق الحل الشامل في اليمن؟! أم هل تعلمون كيفية الحل الشامل في اليمن؟! من منكم يستطيع أن يجيبني؟! لا أحد، جميعنا نعلم هذا، لماذا أذًا تستهلكون أنفسكم بأدوار الكومبارس في مسرحيات الأخرين، لصالح سفراء أوروبيين يريدون تقديم أنفسهم بأوساط بلدانهم عبركم، أما أنتم فلن تحققوا شيء..
هذا ما حدث بالفعل، أكثر من ثلث المشاركين القادمين من اليمن ومن تركيا ومن مصر ومن دول أخرى، قدموا اللجوء السياسي في هولندا، بعد مؤتمر قالوا عنه سيقدم الحل الشامل لليمنيين، هذا الأمر مضحك جدًا وباعث للخزي والعار.. قبلها بعامين كانوا قد أقاموا مؤتمرًا مشابهًا في امستردام، بذات المسميات والتمثيليات، ليخرج كثير من المشاركون فيه، لتقديم اللجوء السياسي لأنفسهم وأهاليهم. ليصير الأمر معممًا بشكل عام عن سمعة اليمنيين بعد دخولهم أوروبا، اليمنيون الذين يدخلون بمسميات مزيفة ثم يقدمون اللجوء السياسي والإنساني، لهذا منعت أغلب الدول الأوروبية دخول اليمنيين بأيّ مبررات أو مسميات، وفي مؤتمر لاهاي الأخير قدم السفير الهولندي ضمانات شخصية لدولته للسماح بدخول المشاركين في المؤتمر بعد رفض منحهم تأشيرات الدخول، الإيقاف الأوروبي الناتج كان خوفًا من تكرار سيناريو تقديم اللجوء السياسي عقب النسخة السابقة من مؤتمر مركز صنعاء في امستردام، ولكنهم خذلوه مجددًا وذهبوا لتقديم اللجوء بذات الطريقة والأسلوب!
لا أحد يلوّمهم، لكنهم يضرون بشعبهم بشكل عام، لم يعد بإمكان أحد من اليمنيين المشاركة هناك ولو كان صادقًا ولن يتم السماح لأي صوت أخر بالوصول إلى أوروبا، هذا ما حدث بالفعل، ولكن هذا الأمر المخزي ليس حصريًا على ناشطي مركز صنعاء فقط، بل على يمنيين أخرين في أماكن أخرى، الصليب الأحمر الدولي كان يأخذ يمنيين للمشاركة في منتديات ولقاءات وتدريبات بـسويسرا، ولكنهم بعدها ينتهزون الفرص ويقدمون اللجوء الإنساني أيضًا، ويرفضون العودة إلى بلادهم، لهذا أوقف الصليب الأحمر أيّ عمليات استقدام لمشاركين أخرين إلى أوروبا، وبالمثل البريتيش كانسل، وأطباء بلا حدود، وغيرهم الكثير.
النتيجة الأسوأ تحل في عواقبها على اليمنيين عمومًا، ولكن مشاركي منتدى مركز صنعاء الاستراتيجي أكثر احراجًا بشكل عام، لأن مشاركوه يظنون أنفسهم نخبة اليمنيين، ومتحدثي الشعب المنكوب منذ سنين، ولكنهم في النهاية يصبحون مجرد باحثين عن طرق خاصة للهروب بأنفسهم، لقد أصابونا منذ زمن بعيد بصداع الخطابات والمثاليات والعبارات المدوية، وفي الأخير ليسوا أكثر من مجرد أشخاص انتهازيين واستغلاليين وغير محترمين.
ماجد زايد