منبر حر لكل اليمنيين

الدم فاتورة مهرجان تعز

28

يبدو أن ظاهرة الانفلات الأمني في تعز وملشنة شوارعها والأجهزة الأمنية بات أمراً عادياً تعايشت معه السلطة المحلية التي لم تبذل جهداً للحد من هذه الظاهرة وهذه الأعمال التخريبية والقتل وإقلاق السكينة العامة للمواطنين، وهو ما يؤكد تراخي جميع المسؤولين تجاه هذه البلطجة التي أساءت لتعز وتصدرت المشهد

هناك عشرات الأسئلة التي تطرح نفسها ويتوجب الإجابة عليها للوصول إلى تعريف موحد حول ما حدث يوم أمس السبت في ميدان الشهداء، وكيف تسلل المسلحين المدججين بالأسلحة إلى ساحة الاحتفال؟ واطلقوا رصاصاتهم الطائشة على الجميع وبطريقة عبثية أمام مرأى ومسمع الجميع؟
كان الإرهابيون يطلقون النار على الجميع بدمٍ بارد وكأننا أمام مشهد لفيلم أكشن غير آبهين لحياة الأطفال والأسر وغير مكترثين لنتائج جريمتهم التي وثقتها كاميرات الصحفيين والحضور.

لا شيء يحدث في تعز بالمصادفة، ومن هُنا فإن العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف المواطنين في ميدان الشهداء وروع الآمنين يكاد يبلغ الشك حد اليقين بأن وراء هذا العمل الجبان مخطط محبوك مبني على نظرية تجاهل عامل الصدفة والذي يقف خلفة جماعة الإخوان المسلمين” حزب الإصلاح” الجماعة التي ترفض مغادرة الماضي وتُصر على جر الناس والعباد لمربع الفوضى والقتل ومزيد من التشرذم، الجماعة التي تتعامل مع تعز وكأنها حديقة تابعه لها ولا يحق لأحد أن يُمارس فيها ما يُريد.

وعلى سبيل المثال لا الحصر:
منذ سيطرة جماعة الإخوان على تعز في العام ٢٠١١م تحولت تعز لمستنقع للبلطجة والتقطع والسرقات ونهب الأراضي ومصادرة حقوق الآخرين وبات القتل فيها بشكل يومي حتى تعود الناس على مثل هكذا جرائم

في اعتقادي أن ما حدث يوم أمس هي رسالة واضحة لمن يسميهم الإخوان ” الدخلاء ” بأن تعز لن تكون سوى مدينة للمليشيا وبأن ظواهر الدولة المدنية الحديثة التي يطمح لها الجميع لتجاوز معضلات الحرب والمناطقية المقيتة التي فرقت بين اليمنيين وتنكرت لأبناء الوطن الواحد، لن نقبل بها وبأن ما حدث في ميدان الشهداء سيتكرر في مكان آخر.

يطمح المواطنين في تعز لممارسة حياتهم الطبيعية في العيش بحرية للتعبير عن مزاجهم في الاحتفال والغناء والرقص وإقامة المهرجانات التي تُرفه عليهم، وما الذنب الذي أرتكبه هؤلاء العُزل سوى أنهم مارسوا حياتهم الطبيعية كسائر الشعوب التي تغني للوطن وتنشد الحياة بطريقة مميته وهي تعيش في أحلك ظروفها لتحقيق طموح كان قد دفن، وما حدث يوم أمس من جريمة بشعة بحق كل أبناء تعز قد يؤثر سلباً على حياة جميع المواطنين، لأن الاستقرار أو مسألة الشعور بالاستقرار لدى المواطن في تعز هو الباعث الحقيقي على الإبداع والابتكار والتحرر من تبعية الجماعات المتطرفة التي غذت في عقول أغلب الشباب نظرية المؤامرة وبأن الجميع يتآمر على تعز ليخلق بداخلهم غريزة الحقد والانتقام تجاه الآخرين.

إن الوضع في تعز وصل إلى حالة كبيرة من الخطورة ولا ينكر هذا الأمر إلا منتفع أو إخواني لئيم، فالحالة التي وصلت لها تعز لم يعد بالإمكان معالجتها جزئياً أو معالجة الجانب الأمني بمفردة، بل لابد من وفاق شعبي يفضي للقضاء على كامل أشكال البلطجة ويتطلب إعادة بناء كافة الأجهزة الأمنية الحالية التي فرضت ظاهرة الملشنة داخل مؤسساتها بسبب ولاء قادتها للعقيدة الإخوانية، و إلا لا فائدة من وجود انتشار أمني للأجهزة الأمنية وإفراغ المجتمع من فاعليته.

تعليقات