منبر حر لكل اليمنيين

السعودية والإمارات تطمسان الهوية اليمنية لابتلاع اليمن

9

بدأت بعض وسائل الإعلام الخليجية منذ زمن بعيد مدعومة بالمال السعودي الإماراتي بالتشكيك باليمن والدفع بمسميات أخرى ، كالجنوب العربي ، والإصرار على مسمى الجمهورية العربية اليمنية ، بدلا من جمهورية اليمن ، ومسمى حضرموت وفي غفلة من الإعلام اليمني تم تدجين بعض الجيل الحالي ودفعه للتنكر لوطنه ، بل وتعبئة بعض ضعفاء النفوس للخروج على وطنهم ، خاصة بعد تجريف الاقتصاد اليمني وربط قطاع واسع من اليمنيين بالراتب السعودي أو الإماراتي .

ركز السعوديون والإماراتيون أولا على أهم ميزة يمتاز بها اليمني ، ليسهل بعد ذلك مسخه ، وهي اعتزازه بذاته ، اشترت ضعفاء النفوس وجعلتهم في أعلى السلطة ليكسروا شوكة اليمنيين وأنفتهم وليؤكدوا مقولة ، إذا أردت أن تكسر أنفة شعب من الشعوب فولي عليه حثالته ، كان الهدف من ذلك هو طمس الهوية اليمنية لكي يسقطوا معها اعتزاز اليمني بنفسه وكرامته ، ولكي يستطيعوا زراعة القابلية للتبعية ويسهل عليهم تفكيك اليمن اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ، لكي يتخلى اليمني عن انتمائه الوطني .

أضحت أزمة الهوية واضحة لدى بعض المسوخ من اليمنيين الذين يرفعون أعلام السعودية والإمارات ويسقطون علم بلادهم ، فهؤلاء كيف يمكنك أن تحدثهم عن الكرامة وهم يفتقدونها ، ويرفعون صور آل سعود وآل زايد أكثر مما يرفعون رؤسهم نحو الشمس ، بل إن كثيرا من الاعلاميين تحولوا إلى أبواق يدافعون عن هذه الدول أكثر مما يدافعون عن وطنهم الذي يتعرض للتمزيق وشعبهم الذي يتعرض للإذلال والإفقار .

لن تجد أحدا في العالم ينسب نفسه لغير وطنه إلا في اليمن ، فقد ظهرت نسخة مشوهة من اليمنيين ينسبون أنفسهم إلى مسميات غير يمنية ، وقد بلغ بهؤلاء الأتباع أن ينتظروا النصر من غير أنفسهم وينتظرون الراتب آخر الشهر ممن يسرق ثرواتهم ويحتل جزرهم ويبيع أسماكهم ومعادنهم ويغلق مطاراتهم وموانئهم ، وهم لا يعلمون أنهم يخدعون أنفسهم ويبنون بيوتهم على جرف هار .

هناك مخطط مدروس لكسر أنفة اليمنيين واعتزازهم بتاريخهم ، يقوم هذا المخطط على سرقة الهوية اليمنية ، بدءا من استهداف التاريخ بكل تفاصيله ، إلى نهب الآثار والمخطوطات وما تحمله من كنوز معرفية وتراثية ونسب كل ماهو يمني إلى السعودية والإمارات ، فبعد بحث طويل من الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله عن أصله ، استقر به البحث لينسب نفسه إلى مأرب الحضارة والتاريخ ، يأتي اليوم أبناؤه ليزعموا أنهم اكتشفوا أول حبة قهوة عمرها ١٢ ألف عام ، في إمارة رأس الخيمة .

تريد الإمارات أن تبدد اليمنيين وتمزقهم ، ليسهل عليها محو ذاكرتهم التاريخية والجغرافيا ونسب ذلك إلى نفسها وصناعة تاريخ لها ، ساعدها على ذلك غياب الوعي لدى بعض اليمنيين والفقر الذي صنعته بمساعدة السعودية ، فسرقت الكثير من المقتنيات الأثرية اليمنية واشترت بعضها بثمن بخس ، سرقة الآثار موجودة في كل دول العالم ، لكنها في اليمن تأخذ بعدا وطنيا ، فاليمنيون يواجهون مخططات مبرمجة للسيطرة على تراثهم وتاريخهم وتزيف الحقائق التاريخية بواسطة المسوخ الذين يبيعون تاريخ بلادهم مقابل حفنة من الدراهم والريالات .

إذا حدثت أحد أعضاء مجلس القيادة الرئاسي أو أحد أعضاء الحكومة أو أحد قيادات المليشيات أو أولئك الذين يتقاضون مرتبات من السعودية والإمارات عن الكرامة ، فلن يفهم معناها ، وإذا حدثته عن أهمية الأعلام الوطنية فلن يفهم أيضا معنى ذلك ، فهؤلاء وضعتهم السعودية والإمارات وبمسميات مختلفة ، كالمجلس الانتقالي والمكتب السياسي والمجلس الحضرمي والنخبة الشبوانية والأحزمة الأمنية ، لكي تبقى هوية اليمنيين وتعريفهم لأنفسهم معرضة للضياع وتسقط كل الروابط بين اليمنيين وخلق وعي وذاكرة بديلة لشعوب متعددة بدلا عن الشعب اليمني ، حتى تستطيع السعودية والإمارات نسب التاريخ اليمني لها ، وحتى تظل مسيطرة على هذه الكيانات الممسوخة من تاريخها وجغرافيتها .

تعليقات