الفخ السياسي الذي وقع فيه الحوثي
كان الحوثي يتشدق سابقاً بالحصار ، مستدلاً بإغلاق مطار صنعاء وميناء الحديدة الذي هو في الأساس لم يُغلق ، واستغل ذلك مخادعاً كورقة إنسانية استطاع من خلالها أن يحصل على دعم سياسي على مستوى المجتمع الدولي بما يساند بقاء العسكري.
واليوم بعد فتح مطار صنعاء ومطار الحديدة ورفع كل القيود عن ميناء الحديدة ، خسر الحوثي الاستدلال بالورقة الإنسانية الذي كان يستخدمه ويلعب عليه ، وهو ما يجعله يخسر نوع من التأييد السياسي الدولي يخدمه عسكرياً ولم يعد هناك مبررات أو مغالطات يستخدمها المجتمع الدولي لمساندته.
صحيح أن هناك خسائر اقتصادية للطرف المناهض للحوثي تمثل من خلال فتح مطار صنعاء ورفع كل القيود عن ميناء الحديدة ، ولكن سيكون هناك نجاح سياسي على المستوى الدولي بما يساند تأييد الحسم العسكري ضد الحوثي ، أو على الأقل يجعل المجتمع الدولي غير قادر على الاعتراض ، وتحقيق ذلك مرهون باستغلال الطرف المناهض للحوثي ما حدث من متغيرات استغلالاً صحيحاً بما يرجح كفة الميزان السياسي لصالحه.
أيضاً كان يتشدق الحوثي بالحصار مغالطاً للرأي العام والناس في مناطق سيطرته ، معللاً بأن ما يحدث لهم من معاناة وارتفاع في الأسعار يعود للحصار مستدلاً بمطار صنعاء وميناء الحديدة.
واليوم ها هو مطار صنعاء ومطار الحديدة مفتوح ، وكل طرق التجارة اتجهت نحو ميناء الحديدة ، ولا زالت معاناة الناس في مناطق الحوثي كما هي ، بل أن الاسعار زادت في الارتفاع ، فمثلاً الغاز الذي كان يأتي من مأرب بسعر أقل قام الحوثي بإيقافه واستورد عبر ميناء الحديدة بسعر مرتفع حمل اعباءه كاهل المواطن.
وهذا ما يوضح جلياً أن ما حدث من معاناة حالياً وسابقاً سببها الحوثي ، وأن فتح المطار وغيره يصب في صالح الحوثي فقط مادياً وليس في الصالح العام للمواطنين ، كما أن قيام الحوثي بقصف منشآت نفطية في المناطق المحررة بما أدى لزيادة معاناة الناس هناك تزامناً مع فترة قيام الدولة والتحالف بفتح مطار صنعاء ورفع كل القيود عن ميناء الحديدة ، أنما هو دليل كافي على أن الحوثي هو السبب في ايجاد معاناة انسانية شاملة تشمل المناطق التي تحت سيطرته والمناطق المحررة.
وهنا يتطلب الأمر التوجه نحو حسم عسكري كضرورة منطلقة من دافع انساني لتخليص الجميع من المعاناة الإنسانية التي يتسبب بها الحوثي.