منبر حر لكل اليمنيين

حضرموت بوابة المشروع السعودي

29

أعلنت قوى ومكونات وشخصيات حضرمية يوم الثلاثاء الماضي من العاصمة السعودية الرياض عن تشكيل ” مجلس حضرموت الوطني” بدعم مباشر من السفير آل جابر شرطي المخابرات السعودية الذي يعمل على تفتيت وتجزئة اليمن إلى كانتونات ودويلات صغيرة خدمة للمشروع الكهنوتي والانفصالي اللذان يسعيان لبسط سيطرتهما على ما تبق من ركام وطن

ويبدو أن تشكيل هذا المجلس بداية لمرحلة جديدة لطبيعة الصراع السياسي الصامت الذي تشهده اليمن بين الرياض وأبوظبي على محافظات الجنوب وعلى رأسها محافظة حضرموت الأكبر مساحة والأغنى موارد، ويعد هذا الإعلان الذي دعمته الرياض خطوة ضرورية بالنسبة للمملكة لتحقيق طموحها وحلمها بمد أنبوب نفط إلى بحر العرب، ليكون لها ساحل على البحار المفتوحة، وبهذا ستتجاوز الرياض مضيق هرمز وباب المندب وكذلك قناة السويس

وتأتي هذه الخطوة لتثير الكثير من التساؤلات حول الدور المشبوه للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن، خاصة وأن الدولتان تسعيان وبشكل كبير لوضع اللمسات الأخيرة على مشروعهما في جنوب اليمن والسيطرة على ثروات البلاد بدعم وبتواطؤ من رشاد العليمي وبقية أعضاء المجلس الرئاسي

وكما يقال بأن الحكام مثل المرايا ترى فيها الشعوب نفسها، فتجمل نفسها بنظراتها لحكامها وتُحسن من مظهرها مع الوقت أكثر فأكثر، إلا أن المملكة تمتاز بتحطيم المرايا وقتل صورتها أمام شعبها وشعوب المنطقة

ثمة أمور واضحة للعيان وهي أن التحالف قد أنهى حربه مع الحوثي، وأن خطورة إعلان مجلس حضرموت الوطني قد يحول حضرموت إلى مسرح للصراع، مما يعني تهديد مصالح المواطنين وفتح جبهة صراع أخرى يستفيد منها الحوثي ويستغنى عنها الانتقالي لصالح حلفائه

ويبدو أن آل جابر قد أخذته العزة بالإثم وبات الرجل يتعامل مع الملف اليمني وجميع الأطراف اليمنية من نظرية ” اخلق عدواً ولو كان رجلاً قش” هذه عقلية آل جابر للتحكم بالحلفاء من خلال خلق الأعداء وشراء ذمم الناس وبث الخوف من عدو مرتقب بُغية أن يُغير الناس وجهة نظرهم من سياسة المملكة التي أفسدت كل شيء، لقد عمل آل جابر وحكومته خلال ثمان سنوات على زرع الخوف من خلال نظرية المؤامرة التي تستهدف اليمن، واستمرت هذه النظرية لثمان أعوام إلى أن تمكنت المملكة من كل شيء، وطال الصمت، والذل، والخديعة، باسم الاستعداد للعدو المرتقب الخارجي

ثمة إحساس بالعجز حيال ما يتعرض له وطنك وأنت تُشاهد المتربصين يعبثون به فتشعر أن لا معنى لوجودك، وأن مشكلتك مع العجز هي مشكلة وجودية، وأن الماضي كان بهياً بما يكفي لأن تنام مطمئناً، وأن الحاضر والمستقبل خطاً واحداً مستمر بلا رؤية واضحة

وأختم بالقول : أيها المُستعمر الطموح، ما أجمل أن أرى رأسك الخامج مصلوباً على خشبة، مرمياً في صندوق، ومقذوفاً بين الأزقة والجدران، إنك قبيح كذَنَب الكلب، ثقيل كساق الفيل، حقود كالجمل

تعليقات