شباب المؤتمر ودورهم المستقبلي المنشود
عبدالكريم المدي
يُعتبر المؤتمر الشعبي العام التنظيم السياسي الأكبر والأوسع والأجدر بثقة الجماهير على مستوى الساحة الوطنية في اليمن، كما يُنظرله داخليا وخارجيا بأنه الأكثر وسطية وعصرية ومقدرة على الإقناع وترجمة لهموم الناس والتحدث إليهم ومعهم بلغة خطاب مفهومة ومقبولة ومتجددة سواء كانت سياسية أم اجتماعية أم ثقافية. واضافة إلى هذه المقومات وغيرها فإنه يمتلك عنصرا ومقوما هاما جدا يتمثل في النسبة الكبيرة لفئة الشباب المنضوية داخله تنظيميا والمناصرة له، وهذه الفئة تستطيع حاضرا ومستقبلا لعب دور محوري كبير فيما يتعلق بإعادة تقديم صياغات تنظيمية وسياسية واجتماعية وتنموية ووطنية جديدة تستند قيم العصر وحاجات الشباب والأجيال الصاعدة واللاحقة وكذا على تراكم كبير من التجارب، إلى جانب ما يحظى به التظيم عموما وشبابه خصوصا من ثقة منقطعة النظير في أوساط المجتمع الذي يعول عليهم لعب أدوار كبيرة وملموسة مستقبيلا تتمأسس عليها سياسات المؤتمر التي تعتبر الأقرب للناس ولسياسات وعقيلةالدولة وإسترتيجياتها وعلاقاتها على داخليا وخارجيا ، سيما بعد أن اثبتت الأحزاب والجماعات المؤدلجة يمنيا وعربيا وإسلاميا فشلا ذريعا في إدارة شؤن الدول وفي تحقيق السلم الاجتماعي والاقليمي والدولي والحد الأدنى من السلام والتعاييش والتنمية وتعزيز او على الاقل حماية الحريات والتعدد والتنوع. نقول هذا الكلام بشفافية معتمدين على حقائق ومعطيات وليس على شعارات وتكهنات وتحيزات معينة، خاصة وأننا في اليمن من أكثر الدول التي بُليت بِعِلل وعاهات التنظيمات المؤدلجة دينيا وسلاليا والتي وظفت المقدس الديني لتحقيق غايات سياسية وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين ( الإصلاح) وجماعة الحوثي السلالية ، الإمامية ، وهاتان الجماعتان الدينيتان تتفقان في تدمير البلد والحياة السياسية وإقصاء الآخر والاستحواذ على كل شيىء وتختلفان مذهبيا، كما تجمعهما- أيضا- الكثير من القواسم المشتركة، فالإخوان، على سبيل الذكر، وظفوا العاطفة الدينية وشعارات محاربة الفساد الرنانة، وظفوها لخدمة غايات وطموحات سياسية غير مشروعة، ووصلوا من خلالها إلى رأس السلطة في اليمن تحت مبرر ثورة او بتعبير أصح ( إنقلاب) 11فبراير 2011 والحوثيون شاركوهم حينها وطبقوا بعد ذلك نفس الطريقة والأسلوب حينما وصلوا إلى رأس السلطة بمبرر ثورة ( إنقلاب 21سبتمبر 2014) وكلاهما دمرا اليمن ويدمرانه حتى الساعة . ومن هذه الحيثيات نعتقد أن اليمنيين والإقليم والعالم صاروا على قناعة تامة بأن المؤتمر الشعبي العام وشبابه تحديدا أفضل الخيارات في إدارة شؤن البلاد بالشراكة مع اي مكونات وأحزاب سياسية تؤمن بالآخر وبالنهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة . نضيف : نكرر ونقول في تقديرنا أن من أهم ما يميز المؤتمر ويجعله خيارا أولا، إذ لم يكن وحيدا، هو قاعدته الجماهيرية العريضة التي يُمثل الشباب فيها أكثر من (70%) وهذه النسبة الكبيرة قادرة على أن تفرض نفسها وتؤسس لقيم جديدة مستقاة من الدليل الفكري والنظري له ( الميثاق الوطني) ومن الإرث الوطني والسياسي الهائل الذي خلفه رجل بحجم الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق ، رئيس المؤتمر الشعبي العام الذي ينظر له شباب المؤتمر ومناصروه على أنه أيقونة نضالية وكفاحية وإنسانية وسياسية لها رمزية استثنائية في التاريخ اليمني الحديث. وبناء على كل ما سبقت الإشارة إليه ..لا نتردد لحظة في التعويل والمراهنة على شباب هذا التنظيم في إستشراف مستقبل واعد لليمن وبإمكانهم أن يحققوا نجاحات منشودة على كافة المستويات ،شريطة أن يلتقطوا الفرصة وتُعطى لهم أيضا. نخلص إلى القول : المستقبل هو للمؤتمر الشعبي العام وبأيدي شبابه الذين يعتبرون مخزونه الاستراتيجي والمعرفي والعلمي والسياسي والجماهيري وهذا هو فرس الرهان وستثبت الأيام صدق وسلامة ما نقوله .