منبر حر لكل اليمنيين

متحف اللوفر

27

حين تقترب من بوّابة متحف اللوفر الداخلية في باريس ستجد سهما يدلّك إلى المكان الذي تُعرض فيه لوحة “موناليزا” للرسّام ليوناردو دافينشي، وكأنّ ليس في المتحف سواها، أو لا مقصد للزائر غير هذه اللوحة الذائعة الصيت. وما إن تصل إلى القاعة الصغيرة التي تحتوي اللوحة حتى تفاجا بحجم ازدحام النّاس حولها، وجميعهم يمسكون بهواتف جوّالة يلتقطون بها صور “سيلفي” مع صاحبة الابتسامة الموصوفة بالغامضة. هم لم يشاهدوا هذه الابتسامة ولم يتأملوها أو يفحصوها، وإنما سمعوا وقرأوا عنها، وهذا يكفي لالتقاط صورة معها للتباهي في وسائل التواصل الاجتماعي بأنهم زاروا اللوحة.

إذا سنحت لك الفرصة وزرت المتحف أكثر من خمس مرّات فإنّك في كل مرّة ستجد نفسك وسط أجساد محاصِرة للوحة، في اكتظاظ هائل لا يسمح أبدا بلحظة تأمل، فتكتفي بتلويحة من بعيد، برؤية أولئك المتحلّقين حولها بدلا منها، تتخيّل مشاعرها وهي محاطة بكل هذا الضجيج والروائح، وتظنّها تغمز لك غير مبالية بكل من حولها، فتفكّر بكتابة مقال عن غمزة الموناليزا التي لم يكتشفها أحد.
*مقالي في مجلة “المجلة” ستجدونه كاملا على رابط في التعليقات، والصورة من إحدى زياراتي للمتحف!

تعليقات