مركز الجندر في جامعة تعز لدراسة حقوق المرأة أم للتطبيع مع الشذوذ ؟
لو استطاع أيا من أعضاء مجلس الجامعة في تعز أن يجيب على أسئلة ابنه الصغير المستفسرة عن مسألة الجندر وأدوارها والفروق والاختلافات ، لقبلنا منه إصراره على التصويت على فتح مركز لتدريس الجندر في الجامعة ، لكنني على يقين بأنه لن يستطيع فعل ذلك ، لأن أصحاب نظرية الجندر قد حددوا مفهوم المصطلح واعتبروا أن الأمومة تمثل عائقا أمام دور المرأة الجندري المساوي لدور الرجل ، وأنه يجب القضاء على مشكلة الحمل والرضاعة ، بالإجهاض ، وسنجد أغلب من يصر على انتكاس الفطرة وطمس البصيرة وضعف العقل هن متخصصات في علم الاجتماع ، تقول عالمة الاجتماع سيمون دي بوفوار ” إن الأمومة خرافة ، ولا يوجد هناك غريزة للأمومة ، وإنما ثقافة المجتمع هي التي تصنع هذه الغريزة .
وهذا ما يؤكده كتاب الأسرة وتحديات المستقبل الذي طبعته الأمم المتحدة ، حيث ركز على نظام الأسرة التي تقوم على الجنس الواحد ، أي أسر الشواذ وتشمل النساء والرجال الذين يعيشون معا بلا زواج ، والنساء اللاتي ينجبن أطفالا سفاحا ، ويحتفظن بهم ويطلق عليها الأسرة ذات العائل المنفرد ، فالأسرة بالمفهوم اليمني تعد أسرة متخلفة ، وتعدد الزوجات بالمفهوم الإسلامي يعد تخلفا ، لكن تعدد العلاقات يعد تقدما ، هناك برنامج تلفزيوني في الولايات المتحدة الأمريكية ، يعرض منذ العام ١٩٩١، اسمه ” أنت لست الأب ” ، يحضر فيه عدد من الرجال الذين أقامت المرأة علاقات معهم ، فنتج عن تلك العلاقة طفل غير شرعي ، ليخضعوا إلى فحص الحامض النووي DNA لإثبات من هو الأب الحقيقي لذلك الطفل ، في إحدى الحلقات دعت امرأة ١٨ رجلا أقامت معهم علاقات ، خضعوا جميعا لتحليل الحامض النووي ، فلم يكن أحدا منهم والد الطفل ، وهذا يؤكد مدى ضياع الأنساب في الدول التي تشجع الجندر .
يصور الجندر العلاقة بين الرجل والمرأة على أنها تقوم على العداء ، بل وكأنهما متناقضان ومتنافران ، ورد ذلك في أوراق المؤتمر الدولي لتحديات الدراسات النسوية في القرن ال٢١ الذي نظمه مركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية في جامعة صنعاء عام ١٩٩٩، ولم يعد سرا حديث الجندر عن ملكية المرأة لجسدها ، فقد رفعت الحركة النسوية منذ الستينات شعارا مؤداه أن المرأة تملك جسدها ، وهي دعوة صريحة للإباحية التي نتج عنها أمهات غير متزوجات وكذلك التبرج والتعري بغرض الإعلان .
نريد أن نقول ، كما قال رئيس وزراء هنغاريا مخاطبا مجتمع الميم ، اتركوا أطفالنا وشأنهم ، نقطة وانتهى النقاش ، فمتى سندرك أن المرأة في بلادنا لا تحتاج إلى مراكز للدراسات الجندرية ، ولا إلى وضع جدار عازل بينها وبين الرجل ، بقدر ما تحتاج إلى جدار قانوني حول أولئك الذين يتربصون بها وبعفتها وتماسك أسرتها .
ونحن لا ندعي على الجندر أو نحاول تشويه أصحابه ، فهم يدعون إليه في بلدانهم بكل وضوح ، بل ويضعون القوانين لحمايته ، فقط في بلادنا يحاولون المواربة لأن الأخلاق والدين والأعراف تقف أمام مشروعهم ، لكن حقيقة مجتمع الجندر يدعو إلى الشذوذ الجنسي وإباحته تحت حماية القانون ، وفي هذا المجتمع ، يستطيع الذكر أن يتزوج بذكر مثله والمرأة بامرأة مثلها وعلى المجتمع أن يتقبل ذلك بوصفه أحد الحقوق المشروعة لكل إنسان ولا سيما المرأة .
خلاصة الأمر ، إن الجندريين يعتبرون عمل المرأة كأم وكزوجة ينتقص من حقها وأن ممارستها للجنس والدعارة يعد إنصافا لها ولحقوقها ، ولكي نكون منصفين ، فإن الجندر لا يعد مؤامرة على العرب والمسلمين ، بل على البشرية كلها تقودها قوى عالمية ، غايتها الوصول إلى المليار الذهبي ، وتقليص البشرية بعد أن عجزت الحروب والأوبئة ، فلجأوا إلى تدمير الأسرة الطبيعية التي تقوم على ذكر وأنثى واستبدالها بأسرة الجنس الواحد ، وقد أكدت ذلك اتفاقية سيداو في فقراتها على عدم ولاية الرجل على المرأة وعلى الزواج المثلي والعلاقات الجنسية خارج بيت الزوجية ليست جرما ، وبعد كل هذا نقول لمجلس جامعة تعز ماذا أنتم فاعلون؟