منبر حر لكل اليمنيين

عار على اليسار واليمين والوسط أن يحكمنا هؤلاء

إن إيقاف معركة الحديدة أمر مجحف، يشبه تمامًا حفلةً مطفأة المصابيح، تعج بِقُطّاع طرق سكارى، يحملون أسلحة بدون أمان.

6

وصل عدد من قيادات الحوثي الملطخة اياديهم بدماء اليمنيين، الناهبين للسلطة والثروة والحرية؛ أراضي المملكة، بِنِية الحِج؛ لابسين اثواب الإحرام البيضاء معتقدين انهم سيتطهرون من الأرواح التي سُفكت والدماء التي سالت وروت كل شبر في بقاع اليمن، هكذا ربما أوعز لهم صاحب الفكرة أيا كان جنسه ولونه ومذهبه.

يتناسى هؤلاء بأن اليمنيين يتذكرون جيدًا ما فعلته الإمامة باليمن منذ عشرة قرون أو أكثر، فكيف يمكن تجاوز فاتورة بدأت مع الحروب الستة حتى مقتل زعيم الإرهاب في 2004 حسين الحوثي إلى أخيه عبد الملك الحوثي البيادة الجديدة التي حملت على عاتقها مشروع المسيرة المخادع وراية الخراب وقد بلغ حجم الفاتورة 500 الف بين قتيل وجريح غير التفاصيل الأخرى.

ثمة أمورٍ تتكشف وأخرى باتت مكشوفة منذ الطلقة الأولى للحرب حول أطماع وطموحات هذه الجماعة العقائدية الإرهابية، التي لم تترك مجالا لأن تصنف كجماعة سوية أو على الأقل جماعة خارجة عن القانون وكفى.

الشواهد اليوم مريرة تم تدمير كل شيء وإعادة بناء الفكر والنسيج من جديد، بما يتناسب مع توجه زعيم المليشيات التي تنقاد عبر كابل ممتد من طهران إلى الضاحية الجنوبية في لبنان حتى اليمن شمالا وجنوبا.

إن إيقاف معركة الحديدة في العام 2018 كان أمر مجحف يشبه تمامًا حفلةً مطفأة المصابيح تعج بِقُطّاع طرق سكارى يحملون أسلحة بدون أمان، هذا ما حدث لبلد اسمه اليمن بتواطؤ أممي وإقليمي واضح.

لقد بات اللاعبون اليوم في الملف اليمني أقرب إلى رجل يتسلى من أجل تضييع الوقت دون إنجاز شيء من فوق طاولة أو داخل فندق فخم وفي حال سئم تلك الحالة استقل أول طيارة نحو الوجهة التي يريد.

لم يكن الصراع بين الحوثي والشعب اليمني على السلطة وحسب، ولا كان صراعا بين دولة وأخرى برغم الحرب التي استدعاها الحوثي نفسه؛ الصراع هو تاريخي بين فئة تريد أن تجير الجغرافيا والحياة الاجتماعية والثقافية والتنوع لصالح عقلية واحدة وفكر واحد ونسيج واحد قائم على الولاء بين عبد وسيد، وبين مواطنين يرفضون كل أشكال القمع والوصاية في الفكر والمذهب والرأي والمأكل والمشرب والملبس والتعليم وحتى الابتسامة.

لا زال الحوثيين يعتقدون أن ما قاموا به نهاية العام 2014 ثورة لكل اليمنيين، هكذا يروجون في وسائل الإعلام وعبر قادتهم ومجاميع تم تعبئتهم، بأن كل شيء قبل ثورتهم كان فاسد، وأنهم في إطار التصحيح، غير أن واقع الحال يقول انهم يستعيدون أبشع صورة الإمامة لا أكثر وهاهم اليوم يجسدونها على مستوى كل الأصعدة.

بالمقابل يعتقد السفير محمد آل جابر أن بوصوله العاصمة صنعاء على رأس وفد سعودي في رمضان الماضي، أو أن استدعاء شخصيات عسكرية مخابراتية حوثية لأداء مناسك الحج على مسمع ومراى اليمنيين، مدخل لعملية سلام واستقرار وتثبيط للأمن وضمان استمرار مشروع 2030 حتى يخرج للنور، متناسيا أن بلدً في الجوار يمتد لأكثر من 550 ألف كيلو مربع يعيش حالة من فقدان الحرية والحياة الطبيعية، يمتلك مقابر شاسعة من الأموات الذين خلفتهم الحرب ويظن أن ترميم هذه المعادلة سيكون بتقريب الحوثي إلى طاولة سلام بشروط لا تناسب اليمنيين الذين يتجرعون الأوبئة والمجاعة كل يوم.

ثمة عبث يدور في الداخل والخارج شمالا وجنوبا ولا أحد استطاع حتى اللحظة إيقافه، وثمة سيناريوهات مخيفة على مستوى الداخل اليمني وما تجري من أحداث متسارعة ومتغيرات تفرض بالقوة واجندة خبيثة تحاول استدراج كافة اليمنيين إلى مربع مفخخ بالعبودية والرق والخضوع.

إذا أليس من المعيب.. والسؤال هنا لليسار واليمين والوسط وكافة القوى أن يحكمنا هؤلاء بهذه العقلية وهذا الفكر وتلك الرؤى التي باتت أشبه بخرقة مهترئة بال عليها التاريخ ومل منها الزمن.

تعليقات