منبر حر لكل اليمنيين

متى سيحج عبدالملك الحوثي ؟

7

قبل أعوام كان الحوثيون يتوعدون المملكة العربية السعودية بأنهم سيحجون إلى بيت الله الحرام بالبنادق وكان عبد الملك الحوثي قد وعد أنصاره بأن لا حج إلا والبنادق على أكتافهم، وأعتبر أنصاره بأن هذا اليوم سيأتي وما قاله سيدهم سيتحقق لأنه يتحدث باسم الله كما يعتقدون

الرزامي الذي أشرف على قصف المملكة والذي أذعن في إذلالها كما يقول ويقولون أنصاره، غادر صنعاء متوجهاً إلى مكة، غادرها خاوي اليدين بلا سلاح أو ذخيرة، بلا جعبة أو جنبيه، غادر صنعاء وهو متجرد من وعوده ووعود سيده، غادرها بعانته التي يغطيها بقطعة قماش أبيض مثله مثل غيره، وصل إلى مكة ومعه شلة من الميليشيات لأداء مناسك الحج، مكة التي قالت الرياض يوماً بأن الحوثي يحاول استهدافها بصواريخه، وصلوها اليوم بلا سراويل أو معطف، بدعوة رسمية من خادم الحرمين وولي عهده، لقد حرص الحوثيين على توظيف شعاراتهم الدينية في خدمة أجنداتهم ليحتموا بها ولو استطاعوا لاقتبسوا شيئاً من الألوهية لإسناد ما تبق لهم من حياة.

وخلال تفحصي لصور الوفد الحوثي كنت أبحث عن حسين حازب بينهم، تمعنت كثيراً في الصور مرة أخرى ولم أجد الرجل بينهم، وهو ما يُفسر استمرار الجماعة في استعباد من خضعوا لها وباعوا قيمهم ومبادئهم مقابل حثنة من الوعود.

لقد ساهمت المملكة العربية السعودية سابقاً في دعم الحوثيين ودعم جبهتهم الداخلية عبر ضرباتها الجوية التي استهدفت صالح والأبرياء ومصالح المواطنين والدولة وعملت على تقوية الميليشيا والحفاظ عليهم، واليوم تساهم بشكل مباشر في تقديم هذه العصابة على أنها حمامة سلام وتروج لهم إقليمياً ودولياً، وذهبت ثمان سنوات حرب ودمار وقتل وتشريد في أول عناق بينهما احتضنته العاصمة صنعاء

وهنا يتساءل بعض اليمنيين متى سنرى عبدالملك الحوثي على رأس وفد من جماعته يزور مكة المكرمة لأداء مناسك الحج أو العمرة؟
وإذا كان هنالك تصالح حقيقي بين الطرفين فلماذا لم يقدم عبدالملك على هذه الخطوة؟ أم أن الرجل لا يمتلك الشجاعة الكاملة لهذه الخطوة!

تقدم الرياض نفسها على أنها دولة لا تقبل سياسة ملشنة الأنظمة، لكن كيف نفهم بالمقابل خضوعها إلى شلة من العصابات أذعنت في قتل اليمنيين وقصف منشآتها الحيوية؟

يعتقد الحوثيين والسعوديين بأنهم انتصروا، يحاول كلاهما انتزاع نصر من لا شيء، والحقيقة أن المملكة مُرغ بكرامتها الأرض على مدى ثمان سنوات، وكذلك الحوثي الذي مُرغ بكرامته بات بلا مروءة أو شرف، وإذا كان هنالك من نصر قادم فيسكون لليمن واليمنيين.

تعليقات