الحوثيون: من الحج بالبنادق إلى الحج بدون سراويل
تجيد عصابة الحوثي الإرهابية التلاعب بالكلمات ومعانيها ، وتجيد تصريفها حسب المواقف والمصالح ، لم يتوقف محاضروهم في دوراتهم التضليلية ولا خطباؤهم في منابرهم التحريضية عن تعبئة مغفليهم بأن الحج لا يصح إلا بعد تحرير مكة من دنس آل سعود ، وأنه لا يصح والملاهي والدعارة تقام في أرض الحرمين ، لذلك صنعوا لأولئك المغفلين كعبة في صنعاء يطوفون حولها ، حتى يحررون بلاد النبي محمد ، وهاهم اليوم يتركون هذه الكعبة للمغفلين وذهبوا هم إلى كعبة مكة .
أعضاء هذه العصابة مصابون بالعصاب القهري ، وهو اضطراب نفسي ، يجعل صاحبه يركز على الحاجات الصغيرة والاهتمام بها على حساب الأشياء الكبيرة والمهمة ، مثل ربة منزل تلاحق طوال يومها الغبار ، تارة تكنسه وتارة تنفضه ، وتهمل رعاية أولادها وتحضير الطعام لهم ، هذه العصابة تنقل أتباعها المغفلين من معركة وهمية إلى أخرى ، والسؤال المطروح اليوم ، هل تستطيع تلك الجرذان التي ذهبت إلى مكة بدون سراويلها ، أن تؤدي صرخة ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ؟
قبل أيام كان سفير دولة العدوان ، كما يحلو لهم تسميتها ، في صنعاء ، بعد أن كانوا يطلقون على من يلتقي بهم أو يدعو إلى السلام معهم ، بأنه فرط وخان دماء الشهداء ، لكنهم لن يجدوا صعوبة في إقناع أولئك الإمعات المصادرة عقولهم ، بأن ما جرى في صنعاء لم يكن اتفاقا ، بل مجرد تفاوض ، وأنهم ركعوا دولة العدوان على المجيئ إلى صنعاء ، وهاهي وسائل إعلامهم تفيض بمخاوفها على المجاهدين من الاعتقال من قبل دولة العدوان ، لكي ينسى الناس الحج بالبنادق ، ويسقطون سؤال ، هل خانت هذه العصابة الشهداء ودماءهم عندما ذهب هؤلاء للحج بدون سراويل .
ثمة من سيسخر من هذه المقالة وسيتأفف من صاحبها ، لأنه يزج بهم في مواجهة حقيقة أنفسهم المريضة ويحرجهم مع المعتوهين من أتباعهم الذين أقنعوهم بأنهم انتصروا على العدوان ، لكنني أقول لهم ، ألم تقولوا بأنكم ستحجون بأسلحتكم ؟ ألم تقتلوا وتعتقلوا كل من كان يكذب مزاعمكم هذه ؟ ألم يستصرخكم الشيطان صباح مساء في أرض اليمن ، فهل تستطيعون أن تنعقوا بالصرخة في أرض الحرمين ؟
وفي المقابل كانت السعودية تدمر كل شيء في اليمن ، البشر والشجر والحجر ، ولم تبق على يمني حر إلا وقتلته ، زعما منها أنها تواجه التمدد الإيراني في اليمن وتواجه الانقلابيين الحوثيين ، وها هي تستقبل الحجاج الإيرانيين ، بطلع البدر علينا من ثنايات الوداع ، وفي الوقت نفسه ، تستقبل الرزامي أحد المطلوبين للتحالف ، بثياب الحج ، هكذا تتضح الصورة والتخادم بين هذه الأطراف لتدمير الدولة اليمنية ، ولست بحاجة للقول ، إن القوى الوطنية والنخب السياسية الحية من اليمنيين ، يحتاجون إلى تشكيل أنفسهم في كتلة وطنية ، وعدم الانتظار للحلول من هذه الأطراف ، لأن القانون لا يحمي المغفلين ، وسياسة المصالح لا ترحم المفرطين بوطنهم !.