الصراع الدائر داخل ميليشيات الحوثي
قيامها بتقسيم المجتمع عرقياً إلى طبقات هذا سيد وهذا قبيلي ، قادها للقيام بتقسيم طبقتها داخلياً إلى عدة مراتب ودرجات.
تقسيم عرقي إلى عدة مراتب وتقسيم مناطقي أيضاً.
أسر معدودة تعتبر نفسها هاشمية فقط والبقية ليس هاشميون ، وهذه الأسر تحتل المركز الأول في سلطة الأمر والنهي واتخاذ القرار والتحكم بكل شيئ ، وهؤلاء هم آل الحوثي والعياني والحاكم والمداني والقاسمي والهادي.
ينظرون لآل السقاف ومن على شاكلتهم انهم في مرتبة أدنى ويصنفوهم من نسل جعفر الطيار.
وينظرون لآل الديلمي ومن على شاكلتهم في مرتبة أدنى من سابقيها ويصنفونهم من نسل فيروز الديلمي.
كما جعلوا مرتبة أدنى من ذلك وهم العقيليين ويصنفوهم من نسل عقيل بن أبي طالب.
أيضاً ينظرون لأسر أخرى أنها ليست هاشمية ، كآل السراجي ومن على شاكلتهم ، إذ يعتبرون آل السراجي أن جدهم ليس هاشمياً انما كان خادماً عند عبدالقادر الجيلاني يضيئه بالسراج وكان يدعيه يا سراجي ، وتم اطلاق لقب سراجي عليه وعلى ذريته من بعده.
في الجهة الأخرى فإن أسر هاشمية أخرى تعتبر الأسر التي جعلت نفسها في المرتبة الأولى عرقياً كآل الحوثي ومن معهم بأنهم ليس هاشميين.
فآل الشامي مؤسسي التنظيم السياسي كيحي الشامي ، يعتبرون أنفسهم أنهم أصحاب المرتبة الأولى وهم الهاشميون الحقيقيون ، وينظرون لعبدالملك الحوثي انه ليس هاشمي ، إذ ان جده الأول الذي جاء اسمه ديدي ، وكان يحيى الشامي ومن معه يرفض ان يطلق لقب السيد على عبدالملك الحوثي قائلاً بسخرية هل أقول سيدي ديدي !!
كما كان مقتل يحيى الشامي ونجله ناجم عن الصراع بين الطرفين ثم كان الثأر له بقتل السفير الإيراني حسن ايرلوا.
في الوقت التي قامت فيه الحوثية بتقسيم طبقة السلالة لعدة مراتب على أساس عرقي ، قامت بتقسيمها إلى عدة مراتب على أساس مناطقي.
هاشميون صعدة هم أصحاب المرتبة الأولى ، وهم أصحاب الأمر والنهي والقيادة المركزية العلياء.
يليهم في المرتبة الثانية هاشميون عمران حجة صنعاء وذمار .
أما المرتبة الثالثة الأدنى فهي للهاشميين أصحاب مناطق الشوافع إب وتعز والحديدة والجنوب.
يطلق هاشميون المرتبة الأولى والثانية على هاشميي المرتبة الثالثة أصحاب مناطق الوسط والغرب والجنوب ، بأنهم هاشميون من تحت السرة ومنزل ، أي للبول والخر ، ينظرون إليهم باحتقار ودونية ولذا لا يمنحونهم أي تقدير ولا أي مراكز وصلاحيات في القيادة العلياء ، ولا يقربونهم إليهم ، انما يستخدمونهم للمهمات القذرة من جاسوسية وأكباش فداء.
مثلما يدور هناك صراع عرقي يدور أيضاً صراع مناطقي داخل قيادات ميليشيات الحوثي ، هو صراع بين هاشميي صعدة وصنعاء ، أما هاشميي منطقة المرتبة الثالثة فليس لهم أي غيرة على تهميشهم واحتقارهم ولم يحركوا ساكناً ، وكان يفترض عليهم أن يقوموا بصراع ضد الطبقتين صعدة وصنعاء الذين يتحدون ضدهم رغم اختلافهم فيما بينهم.