السكوت جريمة
قبل أيام أخرج الانفصاليون كذبة تقول إن 185 مليار ريال سحبت من البنك المركزي فرع عدن إلى فرع البنك بمأرب، الأمر الذي نفاه محافظ البنك نفسه.
واليوم تقول الحكومة إن 80% من النفط الخام الذي يتم تشغيل محطة كهرباء الرئيس (بترو مسيلة) به يأتي من مأرب، وإنها تدفع مليون و800 ألف دولار قيمة التشغيل اليومي لكهرباء عدن، بإجمالي 55 مليون دولار شهرياً، عدا عن ما يؤخذ من منحة المشتقات السعودية.
هذه الملايين تحت تصرف السلطة المحلية التي يجب مساءلتها أين تذهب هذه الأموال، في حين أن أهالي عدن يشكون حر الصيف مع انقطاعات الكهرباء.
طبعاً، نحن لا نتحدث عن بقية المحافظات التي يتم ظلمها لا نقول لصالح عدن، ولكن لصالح أغوال الفساد في المحافظة الذين لم يكتفوا بقضم الأراضي في الجبال والسواحل، حتى شفطوا النفط الذي يخصص من مأرب لعدن، فيما هم يتهمون مأرب بالسرقة.
هذه قلة حياء، وقلة دين، وقلة مروءة لا مثيل لها.
السكوت جريمة…
***
وفيما يعاني اليمنيون شمالا وجنوباً ويلات الجوع والفقر وانعدام الأمن، ويتلاشى اليمن الذي عرفناه بفعل الأنانيات والأطماع، تستمرون في التنافس على تمزيق بلد هو في الأصل ممزق وتقاسم كعكة لم تُبقِ منها الحرب شيئاً لتقاسمه!
أسكرتكم السلطة فلم تعودوا تدركون أنكم تغرسون سكاكينكم في جثة.
***
يدعون إلى “وحدة” مجلس القيادة الرئاسي ويتبنون خيار “تقسيم” اليمن!
ليس لهذا إلا تفسير واحد، وهو أنهم يريدون الحفاظ على المجلس موحداً، لينفذوا من خلاله مشروعهم في تقسيم اليمن الواحد.
عندما دخل الحوثي صنعاء أسقط الحكومة وأبقى على الرئاسة ليعمل من داخلها على تحقيق مشروعه.
وكذلك يفعلون.
***
رسل لي من صنعاء يقول:
والله العظيم أني من الذين ثاروا مع الحوثي من أول ما كان يتظاهر سلمياً في 2011، وشاركت في كل فعالياته بعدها بما فيها حشود شارع المطار التي مهدت لإسقاط صنعاء.
خذها مني:
قسماً بالله يمين أحاسب عليه أن فساد الحوثي ما رأينا ولا أظن سنرى مثله إلى يوم الدين.
*من صفحته في فيس بوك