لا أدري أين رأسي الآن
لا أدري أين رأسي الآن…
في أي ساحة من ساحات المعارك يمكن أن أجده معلقا..
كان يزن بلدا بسمواتها
يتندر أمام الآخرين
وحين أحمله إلى البيت ..
يميل إلى صدري ويبكي
إلى كتفي ويشرد..
إلى السماء ويرتطم بالسقف
كان طائري الجريح الذي ألقته الحياة على كتفي…
أطعمته الأرصفه
فأطعمني التيه
أدخلته الكتب
فأدخلني المنافي..
ورغم انخفاض الأبواب
وأنتباه السيوف لم يطأطئ
كان رأسا لازينة
كان لحظة فارقة
فكرة خاطفة
ثقل موجع يدور مثل ساقية
ويتدفق كنهر..
والآن ..وأعني الآن
لاأدري في أي متاهة أضعته..
انتظرت حضوره مثل ماانتظر الجميع (غودو)
و…..
دربت الملل على التعود
الأحزان على الضحك
الجدران على القفز
علمت الدخان الأوكسجين
والأغاني على الخشوع
حككت جلدي للخروج منه
للدخول إليه
للإستقرار فيه
صادقت الطرقات وأناسها ..
الاسماء وصفاتها المزورة
العناكب التي استضافتني في بيوتها الرقيقة!
تحملت ذاكرتي وأنا…
أقشر الأيام وأرتبك،
الساعات وأتأخر،
العمر….وأنساه
فجأة …تسلق البياض في كل مكان لقد تسلل من قلبك
ليحتل شعري كله.