منبر حر لكل اليمنيين

الحرب عبر السلام ..وعسكرة الحلول السياسية

14

لفت نظري تغريدة ليوسف الفيشي مفادها أن السعودية أمام خيار التخلي عن خصوم جماعته وإلا فبعودة المسيرات لقصف ٱرامكو من جديد وحد المملكة الجنوبي ،والغريب أن مثل هذه التهديدات مضى على إطلاقها أشهر ،ومن بيده قرار الحرب الحوثية وعودتها لم يقل بأن هناك تهديد مقبل بل ما يزال ينتظر زيارة سعودية لم تلتقط المليشيات فرصتها .

دخل الحوثيون فعلياً مربع الحرب الباردة ليس ضد السعودية وإنما لإسكات غالبية اليمنيين الذي وضعتهم الحرب إجبارياً تحت رحمة بعدما نالت مليشيات كل ما تمنت عوامل إعادتها لاستقرار الدولة منذ 2018 وحتى اليوم .

الحديدة .. تم تسليمها للمليشيات باتفاق استكهولم ،نهم .. تم تسليمها ايضاً بانسحابات التكتيك ، ميناء الحديدة .. وهو أهم متنفس على العالم بات مفتوح والرقابة الدولية عبر الأمم المتحدة دخلت خانة التغاضي ، مطار صنعاء .. يفوج الحجاج وسقف فتحه أمام الرحلات الدولية بات رهن موافقة شركات التأمين للسماح للطائرات بالوصول إليه !

الأعتى من ذلك هو هدم جدار الشرعية بإقالة إجبارية للجنرال محسن وهو المطلوب الأول بعد الشهيد صالح ورحيل هادي المعترف به دولياً وتعيين ما يسمى بالمجلس الرئاسي الذي لا يستطيع كل الأعضاء أن يجلسوا على كراسيه مجتمعين نتيجة التباينات المناطقية وعدم وجود قاعدة صلبة لتأسيسه .

حقاً .. انتقلت الحرب في اليمن من الإبرامز والٱباتشي والزنانه الى مربع المواجهة بالسلام وترك المليشيات أمام واقعها الوجودي الذي ينفي تماماً فكرة الدولة أو إداراتها والالتزام بصرف المرتبات وترتيب دولاب الصرف ومداراة حال الوصول الى حال الانعدام الغذائي برغم تحصل المليشيات على عوائد مهولة من الاتصالات والجنارك والضرائب وإحياء مناسباتها ومشاريعها الشخصية من المحال والعائلات التجارية .

دوام أساليب الحرب السابقة بات من المحال والتعامل مع الملف اليمني عبر السلام هو مطلب دولي لطالما نادى به العالم وهو اليوم يراقب الحوثيين علهم يستطيعوا أن يكونوا سلطة افتراس تأخذ إجبارياً في مقابل فتات العطاء لأساسيات الاحتياج وعلى رأسها الراتب .

فعلياً المليشيات تفوت على نفسها منذ قرابة عام ونصف فرصة حكم اليمنيين والاعتراف الدولي بهم كسلطة أمر واقع بتعامل المليشيات الفض مع واقع المناطق المُسيطر عليها ،فالحوثية الى اليوم باستبداد تستمر في مداراة قواها النافذة داخلياً وقد برزت وجوه قياداتها في أول وصول سعودي بشكل مناطقي يعكس همجية تحكم السلالة بسير الدولة التي ورثوها وعملوا الى جوار الحرب على تضييعها .

الواقع يقول بأن الحرب ما تزال مستمرة وأن هناك مواجهة غير مباشرة و من نوع ٱخر تدور اليوم داخل الملف اليمني وأن الرهان على السلام هو من يقضي على المليشيات التي أدركت مؤخراً بأن 45 جبهة كانت أرحم من السلام الذي أسقط زّيف حرب عبثية انطلقت قبل ثمان سنوات وربع عام .
الحوثية كواقع ما تزال تهديد للداخل اليمني وكذا للجوار ،ولا يجب على هذه الجماعة أن تأمن محيطها أو تفكر في الوقت الحالي أنها قد حققت انتصار ،فما يزال الكل يراها فصيل متمرد على شكل الدولة طالما استمرت في التعامل مع الواقع السياسي بمنظور عسكري ..وتراجع المجتمع المحلي والدولي خطوة الى الوراء له عقبات الوثبة خطوتين الى الأمام .
نقلا الوفاق نيوز

تعليقات