منبر حر لكل اليمنيين

وزارة العدل الأمريكية ترفع دعوة على ترامب ووزارة العدل اليمنية تحمي معين عبد الملك

55

عيون العالم مسمرة على شاشات التلفزيون تتابع محاكمة الرئيس الأمريكي السابق ترامب ، بتهم تتعلق بإخفاء وثائق سرية ، بلغ عدد التهم المنسوبة إليه ٣٧ تهمة ، أوردها قرار اتهامي أعده المستشار القانوني الخاص باسم وزارة العدل ، متهما ترامب بالتورط في تصرفات تنتهك قوانين مكافحة التجسس وعرقلة القضاء والكذب على المحققين ، وفي بلادنا يقف رئيس الحكومة حرا طليقا وهو لم ينتهك قوانين مكافحة التجسس ، بل يشتغل جاسوسا علنيا لصالح دول أخرى تعمل ضد بلده ولم يعرقل القضاء ، بل القضاء هو الذي يحميه ، ولم يكذب على المحققين ، لأنه لم يقف أمام أي تحقيق ، بل كذب على الشعب كله .

يتعاطى معين الفساد ، مثلما يتعاطى مرضى السكر الأنسولين ، ويكذب مثلما يتنفس ، ومن تابع الاجتماع الأخير للحكومة الذي أطلق عليه معين ، بالاجتماع الاستثنائي ، يجد حجم الكذب الذي يمارسه هذا الرجل ، فقد خرج هذا الاجتماع الذي تم عبر الزوم ، أو الاتصال المرئي بإلقاء اللوم على جماعة الحوثي ، وكأن المطلوب من جماعة الحوثي الانقلابية تحل مشكلة معين وحكومته .

والأغرب من كل ذلك مطالبته لرؤساء البعثات الدبلوماسية وسفراء الدول المعتمدين لدى اليمن ، بأن يتحركوا دوليا وبشكل عاجل لدعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ، وأيضا تحالف دعم الشرعية ، قد نتغاضى عن دعم مجلس القيادة والحكومة ، لكن دعم التحالف الذي جاء أصلا لدعم الشرعية ، فهذا أمر عجيب وغريب ، والأغرب هو مطالبته البعثات الدبلوماسية للتحرك دوليا لردع الحرب الاقتصادية التي تشنها المليشيات الحوثية ، لكن ما تشنه مليشيات الانتقالي ليس مطلوب ردعه ، وكذلك ليس مطلوب ردع المليشيات عسكريا ، فكل همه هو تصدير النفط للاستحواذ على عائداته .

طبعا في التصريحات التي أطلقها في الاجتماع الذي جمعه بأعضاء الحكومة وجميعهم متواجدين خارج العاصمة المؤقتة عدن ، أطلق التهديد والوعيد وقال بأن حكومته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الحرب الإرهابية الحوثية التي تمس وتهدد حياة ومعيشة المواطنين اليومية ، وقال إن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع ذلك ، والسؤال الذي يطرح نفسه : ما الذي يجعل معين فاقد لكل المشاعر والأحاسيس ؟ فطالما لن يقف مكتوف اليد ولديه كل الخيارات ، لماذا لا يستخدم هذه الخيارات ؟

لا يستحي على نفسه هذا المتورم بالفساد ، المنقسم على نفسه بين السعودية والإمارات ، كانقسام حكومته ، التي تؤكد الأحداث ، بأنها غير قابلة للالتحام ، لكن ما لم يكن في الحسبان ، أن هذه الحكومة ستصل إلى هذا التفتت وبمثل هذا العمق ، وأن يصبح القضاء مجرد أداة لممارسة الصمت على كل الجرائم التي ترتكب بحق اليمن واليمنيين .

مثلما قال ذات يوم بأنه لا علاقة له بالجانب السياسي أو العسكري في مواجهة الحوثي وأنه سيتفرغ للجانب الاقتصادي ، يؤكد اليوم أنه مطلوب من الحوثي أن يتخلى عن ممارسة الضغط الاقتصادي ويسمح لمعين بتصدير النفط لتنمية حساباته وممتلكاته ، ولا يهم بعد ذلك أن يستمر الحوثي في معركته العسكرية وفي حصاره للمدن وقطعه للطرقات .

لا أعتقد أن الزمان سيأتي بأبشع من هذه الحكومة ومن مجلس القيادة الرئاسي ، وعبثا يحاول اليمنيون الانتظار لما سيأتي منهما ، وعبثا يحاولون معرفة ماذا يريد مجلس القيادة وماذا تريد الحكومة ، مع أن الأمور أصبحت واضحة وجلية ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، خاصة وأن الذين يجلسون على رأس المجلس والحكومة احاطوا أنفسهم بمجموعة من الذين يتقاسمون معهم الانتهازية والذين كلفتهم السعودية والإمارات بمهام وطنية لممارسة أعمال غير وطنية .

لقد عرفنا النوايا الحقيقية لمجلس القيادة الرئاسي وحكومة معين عبد الملك وكذلك المتربصون باليمن ، وعلينا أن نؤكد بأن القرار النهائي ليس بأيديهم ، قد يطيلون هذه الفوضى وهذا العبث بالقرار الوطني ، لكن الشعب اليمني لن ينتظر طويلا ، فإذا كان هؤلاء يطالبون المجتمع الدولي بمساعدة التحالف ، فإن اليمنيين لن ينتظروا نصرا ممن هم غير قادرين على نصر أنفسهم ، ويبقى الأمل في بعض القضاة ورؤساء النيابات في أن يقوموا بواجبهم العدلي.
*من صفحته في فيس بوك.

تعليقات