وزارة العدل الأمريكية ترفع دعوة على ترامب ووزارة العدل اليمنية تحمي معين عبد الملك
عيون العالم مسمرة على شاشات التلفزيون تتابع محاكمة الرئيس الأمريكي السابق ترامب ، بتهم تتعلق بإخفاء وثائق سرية ، بلغ عدد التهم المنسوبة إليه ٣٧ تهمة ، أوردها قرار اتهامي أعده المستشار القانوني الخاص باسم وزارة العدل ، متهما ترامب بالتورط في تصرفات تنتهك قوانين مكافحة التجسس وعرقلة القضاء والكذب على المحققين ، وفي بلادنا يقف رئيس الحكومة حرا طليقا وهو لم ينتهك قوانين مكافحة التجسس ، بل يشتغل جاسوسا علنيا لصالح دول أخرى تعمل ضد بلده ولم يعرقل القضاء ، بل القضاء هو الذي يحميه ، ولم يكذب على المحققين ، لأنه لم يقف أمام أي تحقيق ، بل كذب على الشعب كله .
يتعاطى معين الفساد ، مثلما يتعاطى مرضى السكر الأنسولين ، ويكذب مثلما يتنفس ، ومن تابع الاجتماع الأخير للحكومة الذي أطلق عليه معين ، بالاجتماع الاستثنائي ، يجد حجم الكذب الذي يمارسه هذا الرجل ، فقد خرج هذا الاجتماع الذي تم عبر الزوم ، أو الاتصال المرئي بإلقاء اللوم على جماعة الحوثي ، وكأن المطلوب من جماعة الحوثي الانقلابية تحل مشكلة معين وحكومته .
والأغرب من كل ذلك مطالبته لرؤساء البعثات الدبلوماسية وسفراء الدول المعتمدين لدى اليمن ، بأن يتحركوا دوليا وبشكل عاجل لدعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ، وأيضا تحالف دعم الشرعية ، قد نتغاضى عن دعم مجلس القيادة والحكومة ، لكن دعم التحالف الذي جاء أصلا لدعم الشرعية ، فهذا أمر عجيب وغريب ، والأغرب هو مطالبته البعثات الدبلوماسية للتحرك دوليا لردع الحرب الاقتصادية التي تشنها المليشيات الحوثية ، لكن ما تشنه مليشيات الانتقالي ليس مطلوب ردعه ، وكذلك ليس مطلوب ردع المليشيات عسكريا ، فكل همه هو تصدير النفط للاستحواذ على عائداته .
طبعا في التصريحات التي أطلقها في الاجتماع الذي جمعه بأعضاء الحكومة وجميعهم متواجدين خارج العاصمة المؤقتة عدن ، أطلق التهديد والوعيد وقال بأن حكومته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الحرب الإرهابية الحوثية التي تمس وتهدد حياة ومعيشة المواطنين اليومية ، وقال إن كل الخيارات مطروحة للتعامل مع ذلك ، والسؤال الذي يطرح نفسه : ما الذي يجعل معين فاقد لكل المشاعر والأحاسيس ؟ فطالما لن يقف مكتوف اليد ولديه كل الخيارات ، لماذا لا يستخدم هذه الخيارات ؟
لا يستحي على نفسه هذا المتورم بالفساد ، المنقسم على نفسه بين السعودية والإمارات ، كانقسام حكومته ، التي تؤكد الأحداث ، بأنها غير قابلة للالتحام ، لكن ما لم يكن في الحسبان ، أن هذه الحكومة ستصل إلى هذا التفتت وبمثل هذا العمق ، وأن يصبح القضاء مجرد أداة لممارسة الصمت على كل الجرائم التي ترتكب بحق اليمن واليمنيين .
مثلما قال ذات يوم بأنه لا علاقة له بالجانب السياسي أو العسكري في مواجهة الحوثي وأنه سيتفرغ للجانب الاقتصادي ، يؤكد اليوم أنه مطلوب من الحوثي أن يتخلى عن ممارسة الضغط الاقتصادي ويسمح لمعين بتصدير النفط لتنمية حساباته وممتلكاته ، ولا يهم بعد ذلك أن يستمر الحوثي في معركته العسكرية وفي حصاره للمدن وقطعه للطرقات .
لا أعتقد أن الزمان سيأتي بأبشع من هذه الحكومة ومن مجلس القيادة الرئاسي ، وعبثا يحاول اليمنيون الانتظار لما سيأتي منهما ، وعبثا يحاولون معرفة ماذا يريد مجلس القيادة وماذا تريد الحكومة ، مع أن الأمور أصبحت واضحة وجلية ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، خاصة وأن الذين يجلسون على رأس المجلس والحكومة احاطوا أنفسهم بمجموعة من الذين يتقاسمون معهم الانتهازية والذين كلفتهم السعودية والإمارات بمهام وطنية لممارسة أعمال غير وطنية .
لقد عرفنا النوايا الحقيقية لمجلس القيادة الرئاسي وحكومة معين عبد الملك وكذلك المتربصون باليمن ، وعلينا أن نؤكد بأن القرار النهائي ليس بأيديهم ، قد يطيلون هذه الفوضى وهذا العبث بالقرار الوطني ، لكن الشعب اليمني لن ينتظر طويلا ، فإذا كان هؤلاء يطالبون المجتمع الدولي بمساعدة التحالف ، فإن اليمنيين لن ينتظروا نصرا ممن هم غير قادرين على نصر أنفسهم ، ويبقى الأمل في بعض القضاة ورؤساء النيابات في أن يقوموا بواجبهم العدلي.
*من صفحته في فيس بوك.